الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فيقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة275
وقال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2.
وقد حذر النبي من الربا فعن ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ وَشَاهِدَهُ وَكَاتِبَهُ. رواه أبو داود بسند صحيح.
وعليه فلا يجوز للمسلم أن يعمل في البنوك الربوية فإن عمل بها فماله حرام إن لم يكن له مال غيره أو دخل آخر أما زوجه وأبناؤه فيأكلون منه حلالا والإثم على الموظف.
وربما كانت المشاكل بسبب هذه الأموال الحرام لكن ربما كان سببها غير ذلك فلتبحثوا عن النقص أو الخلل في البيت ولتصلحوه ثم ما عليكم إلا التقوى ما استطعتم وعمل الخير والمعروف وخطأ الأب لا يعدو عليكم والتوبة مطلوبة والله أسأل أن يوفقكم والمسلمين. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة