الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فيقول الله تعالى: ' حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ ..... إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ' (23) وعدد المحرمات وما دونها فهن حلال يجوز الزواج منهن.
وعليه فيحرم مصافحة المرأة الأجنبية أي المرأة التي يجوز لك نكاحها فيحرم على المسلم أن يضع يده في يد امرأة لا تحل له وعم الزوج وخاله ليس من محارم هذه المرأة فلا يجوز لها أن تصافحهم ولا فرق بين الشيخ الكبير والشاب لعموم الأدلة فهذا دين لا بد أن نلتزم به وغضب هذا العم الكبير ليس مبررا للحرام فلا يجوز مصافحة تلك المرأة له وعليها وعلى الأهل أن يعودوا هذا العم وأمثاله على الأفضل والأحسن ولكن بأدب واحترام ولباقة.
وقد وردت أحاديث تدل على تحريم المصافحة أذكر منها:
1. عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ نُبَايِعُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا ..... هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ مِثْلُ قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ رواه النسائي بسند صحيح.
2. عن عَائِشةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ كَانَتِ الْمُؤْمِنَاتُ، إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَمْتَحِنُهُنَّ ....، وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّهُ بَايَعَهُنَّ بَالْكَلاَمِ، وَاللهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النِّسَاءِ إِلاَّ بِمَا أَمَرَهُ اللهُ، يَقُولُ لَهُنَّ، إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ قَدْ بَايَعْتُكُنَّ كَلاَمًا أخرجه البخاري
لهذه الأدلة وغيرها يرى العلماء حرمة مصافحة المرأة التي لا يحرم عليك نكاحها. والله تعالى أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري محمد خلة