الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | أسكن في بيت العائلة، ولزوجي عدة إخوة ذكور في نفس البيت، أحاول أن أضع حدودا في الحديث والمزاح لكي لا أقع في الاختلاط، ولكن وجودنا في بيت واحد وحياتنا المشتركة تجعل الأمر صعبا للغاية، سواء في الحديث العادي والنقاش في أمور الحياة اليومية أو المزاح.. فما الحدود المسموحة والممنوعة لي لكي لا أكون مذنبة؟

اليوم : السبت 10 ذو القعدة 1445 هـ – 18 مايو 2024م
ابحث في الموقع

أسكن في بيت العائلة، ولزوجي عدة إخوة ذكور في نفس البيت، أحاول أن أضع حدودا في الحديث والمزاح لكي لا أقع في الاختلاط، ولكن وجودنا في بيت واحد وحياتنا المشتركة تجعل الأمر صعبا للغاية، سواء في الحديث العادي والنقاش في أمور الحياة اليومية أو المزاح.. فما الحدود المسموحة والممنوعة لي لكي لا أكون مذنبة؟

فتوى رقم: 83
الجواب:

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فالزواج نعمة من الله تعالى وهو سكن وراحة قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)} [الروم: 21]

والبيت المسلم مبني على الرحمة والراحة والذي يقتضي استقلالية الزوجين ليعيشا في بيت مستقل عن الأهل وبيت العائلة وهذا هو الأصل نظرًا للخصوصية التي تفرضها الحياة الزوجية وهذا الأمر يساهم في سعادة الزوجين ويقي الأسرة من المشاكل التي قد تطرأ بين أهل البيت الواحد من أخ وأب وأم وغيرهم وكثيرا ما تكون المشاكل بين الزوجة وأم الزوج فربما تتدخل أم الزوج في شؤون البيت من غير ضرورة وكذلك تحدث التحديات بين الزوجة والحماة.

الأمر الذي يفرض علينا أن نقول: لا بد أن يستقل كل زوجين في بيت خاص فإن مما لا شك فيه أن السكن في البيت المستقل أكثر سترًا وأحفظ سرا من البيت المختلط.

لكن قد يفرض الواقع المعاش وضعا خاصا في سكن الزوجين في بيت العائلة ومن هنا لا بد أن يكون هناك ضوابط شرعية حتى لا تكون المحاذير فكم من مشكلة وقعت وكم من فتنة حصلت من اقتراب الشرر من النار ليشتعل الهشيم ويحرق الأخضر واليابس كما يقولون وعندما يقع الفأس في الرأس لا ينفع حينئذ ندم فحتى نحافظ على بيوت المسلمين لا بد من وضع ضوابط ليسير عليها الشباب والفتيات ومن أهمها:

1.      الالتزام العام بظاهر الإسلام وباطنه فعلى الزوجة في البيت أن تحتشم أمام إخوة زوجها بأن تسترَ مفاتنها ومحاسنَها وكلَّ ما يؤدي إلى الفتنةِ، بل إن النبي حذر من الدخول على النساء وسمى قريب الزوج بالموت فعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاء فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يَا رَسولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ: الحَمْوُ المَوْتُ. رواه البخاري

ونهى النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم عن الاختلاط؛ لأنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

فإن كانت الزوجة في البيت فلا ينبغي لها أن تدخل عليها أحدا من الرجال الأجانب وإن كان قريبا للزوج فإن كان أخ الزوج في البيت فلا بد أن يكون أناس في البيت ولا يخلو الرجل بالمرأة فإن الخلوة مثار شهوة، والشهوة الجنسية لا حدود لها.

وعلى من يعيش في بيت العائلة أن يغض من الطرف ما يستطيع.

2.      لا يجوز للمرأة أن تخلع حجابها أمام إخوة زوجها ولا أن تخفف من ثيابها إلا في أوقات لا يكون فيها هؤلاء الإخوة

3.      على الشباب في البيت أن يراعوا الأدب الإسلامي فلا يختلطوا بزوجات الإخوة إلا بالقدر المسموح فيه وبالحشمة المطلوبة فلا يتمادى الواحد منهم بالحديث المشبوه ولا بالكلام المثير وعليهم بالكلام الشرعي فقط.

والخلاصة يجب على الزوج أن يسكن زوجته في بيت مستقل لا يسكن معه غيره فإن تعذر ذلك لتردي الأوضاع الاقتصادية، والازدحام السكاني، وقلة ما في اليد فلا بد من الحشمة والتقيد بأدب الإسلام وسلوكه بعيدا عن موطن الريبة والشك وبهذا يمكن للبيت المسلم أن يعيش في ظل الأمن الذي منحه الإسلام لأبنائه وأخيرا أسأل الله أن يسبل ستره وتوفيقه على شبابنا وفتياتنا وأن ييسر لهم سبل الراحة والأمن والسلام.

                    الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية