الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فالذي يتصدر للفتوى لا بد له من أرض خصبة تؤهله لذلك ككونه مكلفاً مسلماً، ثقةً مأموناً متنزِّهاً عن أسباب الفسق وخوارم المروءة، فقيهَ النفس، سليمَ الذهن، رصينَ الفِكر، صحيح التصرف والاستنباط، متيقظاً.
فإذا أفتى بما علم قبلت فتواه وربما اختلف المفتون في مسألة بناء على ظنية الدليل أو الدلالة وهذا أمر معهود فعلى العامي أن يأخذ ممن يثق به فلو سأل مفتيا ثقة وأفتاه بشيء صار إليه ولا يقدح في كون مفت آخر خالف ذلك فإن مذهب العامي مذهب مفتيه.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة