الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | شرح معنى الدعاء المأثور، : ' اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضائك أسئلك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو اننزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي وجلاء حزني وهمي وغمي' ، وأيضاً معنى الدعاء المأثور: ' لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب بالعرش الكريم'، وجزاكم الله عنا خير الجزاء ونفع بكم الاسلام والمسلمين

اليوم : الجمعة 17 شوَّال 1445 هـ – 26 أبريل 2024م
ابحث في الموقع

شرح معنى الدعاء المأثور، : ' اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضائك أسئلك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو اننزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي وجلاء حزني وهمي وغمي' ، وأيضاً معنى الدعاء المأثور: ' لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب بالعرش الكريم'، وجزاكم الله عنا خير الجزاء ونفع بكم الاسلام والمسلمين

فتوى رقم: 163
الجواب:

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إذَا أَصَابَهُ هَمٌّ ، أَوْ حَزَنٌ : اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُك ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِي حُكْمُك عَدْلٌ فِي قَضَاؤُك ، أَسْأَلُك بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْت بِهِ نَفْسَك ، أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْته أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَو اسْتَأْثَرْت بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجَلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هؤلاء الْكَلِمَاتِ ؟ قَالَ : أَجَلْ ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ. رواه ابن أبي شيبة: مصنف (10/ 253) وسنده صحيح.

قوله: ((اللَّهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك)): يعترف العبد أنه مخلوق للَّه تعالى، هو وآباؤه وأمهاته، ولا غنى للإنسان عن ربه، ويؤكد ذلك بقوله: (ابن عبدك ابن أمتك).

قوله: (ناصيتي بيدك): (أي مقدمة الرأس بيد اللَّه تعالى، أي هو ملك لله.

قوله: (ماض فيَّ حكمك): فما قدره الله علي كائن لا راد له

قوله: (عدلٌ فيَّ قضاؤك): فما قضيته على من صحة أو مرض أو غنى أو فقر فهو عدل لا جور فيه

قوله: (أسألك بكل اسم هو لك): أتوسّل إليك بكل اسم من أسمائك الحسنى، قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾.

قوله: (سمَّيت به نفسك): أي اخترته لنفسك مما يليق بكمالك.

قوله: (أو أنزلته في كتابك): في أي كتاب من كتبك المنزلة على رسلك.

قوله: (أو علمته أحداً من خلقك): من الأنبياء والملائكة

((أو استأثرت به في علم الغيب عندك)): أي خصصت به نفسك في علم الغيب، فلم تطلع عليه أحدا، وهذا يدلّ على أن أسماءه تعالى الحسنى غير محصورة في عدد معين

 قوله: (أن تجعل القرآن ربيع قلبي): أي: فرح قلبي، وسروره.

قوله: (ونور صدري): أي تشرق في قلبي بأنوار المعرفة، فأميّز الحق والباطل.

قوله: (وجلاء حزني، وذهاب همّي): تكشف حزني وهمّي؛ لأن القرآن شفاء، فالقرآن، كاشف للحزن، ومُذهب للهمّ

والهمُّ: المكروه ويكون لما في المستقبل.

والحزن: المكروه ويكون على أمر مضى.

وأما معنى الدعاء المأثور فعن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَقُولُ، عِنْدَ الْكَرْبِ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، رَبُّ السَّموَاتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ. رواه البخاري

المفردات:

العظيم: اسم يدلّ على عظمة الذات، والصفات لله جلَّ وعلا،

الكريم: اسم يدل على سعة خيراته وفضائل كرائمه.

الحليم: اسم يدل على الصفح والأناة.

العرش: هو سرير الملك وهو أعظم المخلوقات، فوق جميع العباد استوى عليه تعالى استواء يليق بجلاله وعظمته، [فاستواؤه على العرش معلوم، والإيمان به واجب، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة].

وهذا دعاء الكرب فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله عند كربه وشدته. والله أعلى وأعلم.

                                     الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية