الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) النور
ومن أدب عيادة المريض اختيار الوقت المناسب فإذا كان المريض في المشفى فلا بد من الالتزام بالمواعيد المحددة للزيارة، فلا ينبغي أن تزور مريضاً في غير الوقت، حتى ولو كنت تعرف أحداً يدخلك المشفى فلتختر الوقت المناسب، والأوقات المناسبة هي الأوقات التي يكون المريض فيها مهيأ لاستقبال الضيوف فقد يكون هذا المريض يحتاج إلى الراحة , فيسبب له الناس حرجاً.
سئل الإمام أحمد عن زيارة المريض في وقت الظهر، قال: «لا ينبغي أن يعاد فيه مريض»، وسئل الإمام أحمد مرة عن مريض يزار في رمضان بعد العشاء، قال: «لا بأس أن نعوده»،
ومن أدب عيادة المريض أيضا عدم الإطالة في الجلوس فبعض الناس يكون ثقيلاً في زيارته, فيطيل الجلوس, وهذا مخالف لهدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عيادة المريض, فعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ' يَا أَبَا ذَرٍّ، زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا ' رواه الطبراني بسند صحيح، يعني زر أحياناً واقطع أحياناً أخرى
وعليه فلا ينبغي لمسلم أن يتسبب في إزعاج أخيه وليعمل على راحته
ومما لا شك في أن تنظيم عملية الزيارات في المشافي أمر لا بد منه للعمل على راحة المرضى وكل قانون يضعه المسئولون للمصلحة العامة فلا بد من العمل به والمحافظة عليه وكل من خلاف ذلك فهو مذموم فإن سبب في إعاقة عمل أو ضرر أو ما شابه فيكون صاحبه آثما.
فعلى جميع الإخوة المبادرة إلى النظام واحترام القانون الذي ينظم عملية الزيارات وما أجمل قول الحق سبحانه وتعالى: وإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ (28) النور.
والله أسأل أن يشفي جميع مرضى المسلمين وأن يأخذ بأيدينا إلى كل خير وفلاح وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة