الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الجمع بسبب المطر وذلك للمشقة والحرج
لكنهم اختلفوا في جواز جمع المنفرد وجار المسجد بناء على خلافهم في تحقيق معنى الجمع، هل هو منوط بالمشقة، أم أنه رخصة عامة تشمل من تلحقه مشقة ومن لا تلحقه ؟
فذهب المالكية والشافعية في الجديد والحنابلة في قول إلى جواز الجمع بسبب المطر مطلقا من يتأذى منهم ومن لا يتأذى ومن يصلى منفرداً في المسجد أو مع الجماعة.
واستدلوا بأدلة منها:
1- عموم الأحاديث الواردة في جواز الجمع فعَنْ مُعَاذٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا رواه مسلم.
2- العذر إذا وجد استوى في جواز الأخذ به المكلف في حال المشقة وغيرها وعليه فيجوز الجمع للإمام وإن كان يقيم في المسجد وكذا المؤذن أما من يصلي في بيته فلا يجوز له أن يجمع وكذا الأسير لا يجوز له الجمع بسبب المطر لأنه مقيم في مكان لا يخرج منه فإن تأذى الأسير من شدة البرد وعدم الماء الساخن فله رخصة التيمم. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة