الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | ما هي طرق جلب الرزق وما هي اسباب ضيق الرزق؟

اليوم : الأحد 26 شوَّال 1445 هـ – 05 مايو 2024م
ابحث في الموقع

ما هي طرق جلب الرزق وما هي اسباب ضيق الرزق؟

فتوى رقم: 151
الجواب:

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فأسباب الرزق كثيرة أذكر بعضا منها:

1. من أعظم أسباب الرزق: التوبة إلى الله، والاستغفار، قال الله تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً.

نعم يوجد كثير من المستغفرين يستغفرون كثيراً لكنهم فقراء، فتسأل؟ لماذا لأن استغفارهم باللسان فقط. أما إذا أردت أن يرزقك الله فأكثر من الاستغفار بقلبك ولسانك

وقد شكا رجل إلى الحسن البصري شدة الجدب ونقص الماء فقال له: استغفر الله. . وشكا آخر الفقر فقال له: استغفر الله. وقال ثالث: يا أبا سعيد ادع الله أن يرزقني الولد، فقال له: استغفر الله. . وشكا رابع جفاف بستانه فقال له: استغفر الله. . فقال أحد الجالسين: أتاك رجالاً يشكون أنواعاً فأمرتهم جميعاً بالاستغفار، فقال الحسن رحمه الله إن الله تعالى يقول:

' فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا'ً.

وممن فطن للاستغفار وأنه من أسباب الرزق نبي الله هود عليه السلام حيث قال: ' ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين '.

2. ومن أسباب الرزق: تقوى الله عز وجل في السر والعلن، قال الله تعالى: ' ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب '.

قال ابن كثير رحمه الله: ' أي ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، أي من جهةٍ لا يخطر بباله '.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن أكبر آية في القرآن فرجاً ' ومن يتق الله يجعل له مخرجا '.

وقال الله تعالى: ' ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون '.

وقال الله تعالى: ' ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم '.

وقال الله تعالى: ' وألّوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً '.

وقال الله تعالى: ' لئن شكرتم لأزيدنكم '.

3. ومن الأسباب أيضا: الإنفاق في سبيل الله، قال الله تعالى: ' وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين '.

قال ابن كثير رحمه الله: أي مهما أنفقتم من شيء مما أمركم الله به وأباحه لكم فهو يخلفكم ويخلفه عليكم في الدنيا بالبدل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب، ولذا لما أمر الله عز وجل بالإنفاق في سبيل الله قال بعد ذلك ' الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم '.

قال ابن القيم رحمه الله: إن وعد الشيطان لابن آدم بالفقر ليس شفقة عليه وليس نصيحة له، وأما الله عز وجل فإنه يعد عبده مغفرة منه لذنوبه وفضلاً بأن يخلف عليه أكثر مما أنفق وأضعافه، إما في الدنيا أو في الدنيا والآخرة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الله تبارك وتعالى: ' يا ابن آدم أنفق أنفق عليك '. رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدها: أللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا '. رواه البخاري. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' أنفق يا بلال ولا تخش من ذا العرش إقلالا '. رواه البيهقي.

وقال الله تعالى: ' من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون '.

 4. ومن الأسباب: التوكل على الله حق التوكل، وذلك بأن يعتمد القلب على الله وحده فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ' لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطانا '.

5. صلة الرحم، الأقارب، الإحسان إليهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ' من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه '. رواه البخاري

وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ' ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة له من قطعية الرحم، والخيانة، والكذب، وإن أعجل الطاعة ثوابا صلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا '.

6. العناية بالضعفاء والمحتاجين من أسباب الرزق قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم '.

7. ومن أسباب كسب الرزق التعبد الحق لله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم: تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلاً، ولم أسد فقرك)) حديث صحيح.

8. من الأسباب الرزق: المتابعة بين الحج والعمرة، وهذا الأمر لا يفطن إليه كثير من الناس، روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ' تابعوا بين الحج والعمرة ' وفي رواية: ' أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة '.

9. ومن الأسباب: الهجرة في سبيل الله، قال الله تعالى: ' ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة'

ومعنى مراغماً: أي سبباً لإرغام أنف أعداء الله، وكم من رجال هاجروا فأغاظوا أعداء الله تبارك وتعالى، فيحصل هذا مع السعة، وهو السعة في الرزق.

10. ومن الأسباب: أن تنفق على طلبة العلم الشرعي، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه لطلب العلم – والآخر تحترف – يعني عنده صنعة – فشكا المحترف أخاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ' لعلك ترزق به '.

وهكذا نجد أسباب الرزق عند مالك المفاتيح والخزائن ألا وهو الرزاق ذو القوة المتين وعقيدتنا أهل السنة والجماعة أن الأرزاق بيد الله كما قال الله تعالى: ' وفي السماء رزقكم وما توعدون ' وكل شيء مقدر ولكن لا بد من الأخذ بالأسباب

أما أسباب التضييق في الرزق من أهمه البعد عن الله وجحود نعمته والجري وراء الدنيا وملذاتها والله أعلى وأعلم.

                               الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية