الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | احكام من يتعصبون في كرة القدم ومن يشتمون الدين بسببها ومن يفضل الاعبين الاجانب على المسلمين

اليوم : الخميس 16 شوَّال 1445 هـ – 25 أبريل 2024م
ابحث في الموقع

احكام من يتعصبون في كرة القدم ومن يشتمون الدين بسببها ومن يفضل الاعبين الاجانب على المسلمين

فتوى رقم: 131
الجواب:

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فالرياضة نوع من أنواع الهوايات والترفيهات لكن الإسلام إذا أباح شيئا وضع له ضوابط فالرياضة سواء كرة القدم أم غيرها لا بد من ضوابط لها منها ستر العورة وأن لا تكون عن رهان وأن لا يكون هناك تعصب لفريق ما وعدم الانشغال عن طاعة الله ويجب أن يكون الحب في الله ولله أما أن نحب فريقا وربما كان كافرا فهذا حب زائف لا قيمة له فأي عمل للمرء لا بد أن يكون له هدف وغاية فماذا يستفيد الشاب عندما يتعصب لفريق أو لشخص

فالتعصب مذموم، وفيه من المفاسد والمخاطر ما فيه فقد يؤدي إلى الشجار بين المشجعين، فيصبح الناس فرقا وأحزابا قال الله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }المؤمنون53

والذي يتعصب لفريق أو لاعب يغضب له ولا يغضب لله، وقد يؤدي ذلك إلى السب والشتم والقتل وهذه هي الجاهلية فعَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَدْعُو عَصَبِيَّةً أَوْ يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ رواه مسلم.

وهذا التعصب يكون ناشئا عن عرق أو قبيلة لا عن خلق ودين فمن يشجع لا بد أن يشجع  صاحب الخلق والدين وصاحب المهارة لا مجرد تعصب فكل هذا من الجاهلية فعن جَابِر بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ كُنَّا فِى غَزَاةٍ  فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ : يَا لَلأَنْصَارِ !! وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ : يَا لَلْمُهَاجِرِينَ !! فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ : « مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ » قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ . فَقَالَ « دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ » رواه البخاري.

والتعصب للكرة أو لاعبيها فيه من الكلام البذيء والسب واللعن وكل ذلك منهي عنه فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعودٍ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ. رواه البخاري

وعن أَبِى هُرَيْرَةَ، أن رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – قال: « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا ، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ ». رواه البخاري

فعلى الشباب أن يلعبوا بأنفسهم ويعدوها للقوة والجهاد ولا بأس أن يشاهدوا ويشجعوا لكن من غير تعصب ولا تضييع للوقت والأفضل من ذلك كله أن يشغل الشاب نفسه فيما ينفع من طاعة الله والله أسأل أن يوفق المسلمين لما فيه الخير والسداد. والله أعلى وأعلم.

                     الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية