الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فيقول الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197]
قوله: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ}: من أحرم بحَجّ أو عمرة.
وقوله: {فَلا رَفَثَ} أي: الجماع، كما قال الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]، وكذلك يحرم تعاطي دواعيه من المباشرة والتقبيل ونحو ذلك، وكذا التكلم به بحضرة النساء.
وعن يونس: أن نافعا أخبره: أن عبد الله بن عمر كان يقول: الرفثُ إتيانُ النساء، والتكلم بذلك: الرجالُ والنساء إذا ذكروا ذلك بأفواههم.
وقوله: {وَلا فُسُوقَ} عن ابن عباس: هي المعاصي.
وعن نافع عن ابن عمر قال: الفسوق: ما أصيبَ من معاصي الله به صَيْد أو غيره.
وقال آخرون: الفسوقُ هاهنا السباب، لحديث عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» [رواه البخاري (8/ 15) رقم 6044]
{وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}: ولا مجادلة في وقت الحج وفي مناسكه.
وعن ابن عباس: {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} المراء في الحج. انظر: [تفسير ابن كثير 1/540].
والخلاصة أن الحاج يترفع عن كل ملذات الدنيا ويبتعد عن الحرام والشبهات. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة