الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فوقت صلاة الضحى يبدأ من طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح، أي بعد خمس عشرة دقيقة من طلوع الشمس تقريبًا، وينتهي وقتها قبل صلاة الظهر بخمس عشرة دقيقة، فيجوز أداء صلاة الضحى من أول وقتها إلى آخره، لكن أفضل وقت لها، عند ارتفاع الشمس، واشتداد حرها، فعَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ» [رواه مسلم].
قال النووي -رحمهُ الله-:
{حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ، هُوَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالْمِيمِ، يُقَالُ رَمِضَ يَرْمَضُ، كَعَلِمَ يَعْلَمُ، وَالرَّمْضَاءُ الرَّمَلُ الَّذِي اشْتَدَّتْ حَرَارَتُهُ بِالشَّمْسِ، أَيْ حِينَ يَحْتَرِقُ أَخْفَافُ الْفِصَالِ، وَهِيَ الصِّغَارُ مِنْ أَوْلَادِ الْإِبِلِ، جَمْعُ فَصِيلٍ؛ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ الرَّمْلِ، وَالْأَوَّابُ: الْمُطِيعُ، وَقِيلَ الرَّاجِعُ إِلَى الطَّاعَةِ، وَفِيهِ فَضِيلَةُ الصَّلَاةِ هَذَا الْوَقْتَ، قَالَ أَصْحَابُنَا: هُوَ أَفْضَلُ وَقْتِ صَلَاةِ الضُّحَى، وَإِنْ كَانَتْ تَجُوزُ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى الزَّوَالِ}[ شرح النووي على مسلم (6/ 30)].
وعليه فأفضل وقت لصلاة الضحى، حين تشتد حرارة الشمس كالساعة العاشرة مثلًا، لكن يجوز أداؤها في أي وقت شئت مما ذكرت. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة