الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فقد قال الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228]، وقال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].
وقال صلّى الله عليه وسلم: {اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ} [رواه مسلم]، ومعنى قوله عوان: أي أسرى في أيديكم.
وللزوجة حقوق، وللزوج حقوق، وحقوق الزوجة كثيرة منها المالية من مهر ونفقة، ومنها حقوق غير مالية: وهي إحسان العشرة، والمعاملة الحسنة، والعدل حال التعدد إلى غير ذلك.
وللزوجة ذمة مالية كاملة لا يجوز التعدي عليها، وعلى كل من الزوجين أن يحترم بعضهما الآخر، وإذا كان الأمر كما تقولين، فإني أنصحك أن تحاولي معه مرةً ومرة، عله يصطلح حاله معك، وعلى الزوج أن يتقي الله في زوجته، ولتطع الزوجة زوجها، وعليها أن توسط أهل الخير بينهما، وخاصة الأقارب، وإذا لم يُجدِ ذلك، فلها أن ترفع أمرها للقاضي لينظر في أمرهما، فإن عاشرها بمعروف، وإلا ليفارقها بإحسان، أما هي فلا يجوز أن تعصي زوجها، حتى لا تصبح ناشزاً، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد، والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة