الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | أسباب انشغال الناس عن الطاعة في ليالي رمضان مع اهتمامهم بالطاعة في النهار.

اليوم : الجمعة 10 شوَّال 1445 هـ – 19 أبريل 2024م
ابحث في الموقع

أسباب انشغال الناس عن الطاعة في ليالي رمضان مع اهتمامهم بالطاعة في النهار.

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

 فالسهر معظم ساعات الليل على الملاهي والمنكرات، وإضاعة الأوقات في مشاهدة القنوات، أو لعب الورق، بحجة التسلية وتمضية وقت الصيام، والنوم أغلب ساعات النهار، فلا يشعر بجوع أو عطش.

فظاهرة تضييع الوقت في رمضان في مشاهدة المسلسلات والأفلام وفي المسابقات الثقافية والدينية وغيرها ظاهرة خطيرة تكمن الخطورة في أنها تشغل المسلم عن استثمار شهر رمضان.

المسلسلات والتي يؤجّل عرضها إلى شهر رمضان وكأنّ شهر رمضان للعب وتضييع الأوقات.
والهدف من تلك المسلسلات تفريغ رمضان من مضامينه الإيمانية والنفسية والصحية.

والمسابقات الرمضانية والتي يتعمَّد أصحابها أن تكون في رمضان، وهي تضيع الوقت حيث ينشغل الشباب في حل تلك المسابقات وإن كان هناك بعض الإيجابيات من معرفة بعض المعلومات علاوة على وجود الميسر والقمار في بعض المسابقات

والميسر محرم شرعًا، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90، 91]

وبعض الناس ربما نام النهار وسهر الليل يشغل وقته في الليل على ما لا ينفع وفي النهار ينام حتى لا يحس بألم الجوع والعطش يقلب القنوات المختلفة باحثا عن المسابقات والمسلسلات والمسرحيات وغير ذلك من ملهيات وهذا مناقض لغايات الصيام وحكمته وإن كان الصيام صحيحا إلا أنه ناقص الأجر والثواب ولا بد أن يستثمر المسلم وقته في طاعة الله.

وإن للوقت قيمة كبيرة وإطلالة عظيمة في رمضان

فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ. [رواه البخاري (8/88) رقم 6412]

قال عبد الله بن مسعود: (ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي).

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: 'إن الليل والنهار يعملان فيك فاعملْ فيهما'. وقال الحسن البصري رحمه الله: 'يا ابنَ آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضُك'. وقال أيضًا: 'أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشد حرصًا منكم على دراهمكم ودنانيركم'.

وهكذا ينبغي للمسلم أن يستثمر وقته في طاعة الله تعالى وخاصة في ذلك الموسم الذي لا يتكرر في السنة إلا مرة واحدة فلا بد للمسلم أن يتعرض لنفحات الله فعن محمد بن مسلمة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إنّ لِرَبِّكُمْ في أيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفحاتٍ فَتَعَرَّضُوا لهُ لَعَلَّهُ أنْ يِصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْها فلا تَشْقَوْنَ بعدها أبداً. [رواه الطبراني بسند صحيح (19/ 233) رقم 519]

والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبينا محمد

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية