الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | أطفال الأنابيب

اليوم : الثلاثاء 5 محرَّم 1447 هـ – 01 يوليو 2025م
ابحث في الموقع

أطفال الأنابيب

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فمن مقاصد الشريعة 'حفظ النسل'، الذي لأجله شرع الله النكاح، وحرّم السفاح، وأقر الولد ثمرة الزواج الصحيح؛ فالنكاح هو الوسيلة التي توجد النسل، والأسرة هي التي تحفظ النسل وتتعهده بالتربية.

قال الله تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى : 49 ، 50].

ولما كان عملية أطفال الأنابيب من الأمور المستجدة في واقعنا؛ فإننا سنرجع إلى القواعد الأصولية والفقهية ومقاصد الشريعة، في ظل غياب النص الخاص في هذه المسألة.

وكما هو معلوم فإن الزواج مشروع ومندوب إليه، والنسل مقصود تبعا بعد الزواج، فإذا كان هناك مشكلة في الإنجاب فلا بد من علاجها

وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الإنجاب  فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَإِنَّهَا لاَ تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا قَالَ « لاَ ». ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ « تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّى مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ». رواه أبو داود بسند حسن صحيح

وعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْكِحُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ رواه ابن ماجة بسند حسن

وعليه فلا مانع شرعا من عملية أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي بضوابط:

1-            أن يكون ذلك من الزوجين.

2-            أن يكون الطبيب مأمونا.

3-            أن يكون هناك حاجة إلى ذلك.

فإذا كانت الضوابط صحت العملية وجازت وإلا فلا. والله أعلى وأعلم.

                    الشيخ عبد الباري محمد خلة

الأكثر مشاهدة


أحاديث الإسراء والمعراج كما جاءت في صحيحي البخاري ومسلم

لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

النفاق الاجتماعي وأثره على الفرد والمجتمع

الاشتراك في القائمة البريدية