الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد،
فيجب القضاء على من أفطر يوما أو أياما من رمضان
بسبب مرض أو سفر.
ولا يجب التتابع فيه فيجوز التتابع ويجوز التفريق قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].
وجه الدلالة: قوله: (فعدة من أيام أخر) فأطلق القضاء، ولم يشترط له تتابعا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: {لاَ بَأْسَ أَنْ يُفَرَّقَ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].
وعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَاقْضِ رَمَضَانَ مُتَتَابِعًا، وَإِنْ شِئْتَ مُتَفَرِّقًا» [رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح].
فمن أفطر أياماً من رمضان، وجب عليه القضاء وهو مخير بين التتابع أو التفريق، يقول الشافعي -رحمه الله-: {مَنْ أَفْطَرَ أَيَّامًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ عُذْرِ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ، قَضَاهُنَّ فِي أَيِّ وَقْتٍ مَا شَاءَ فِي ذِي الْحِجَّةِ أَوْ غَيْرِهَا وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ آخَرُ، مُتَفَرِّقَاتٍ أَوْ مُجْتَمَعَاتٍ؛ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184] وَلَمْ يَذْكُرْهُنَّ مُتَتَابِعَاتٍ} [الأم للشافعي (2/ 113)].
وهذا الحكم يشمل الرجل والمرأة وهو من التخفيف والتيسير عليهما، قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة