الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ فِي جَسَدِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ}. [رواه أحمد، والترمذي بسند صحيح].
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:{ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدَيَّ فَوْقَ اللِّحَافِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَشَدَّهَا عَلَيْكَ قَالَ إِنَّا كَذَلِكَ يُضَعَّفُ لَنَا الْبَلَاءُ وَيُضَعَّفُ لَنَا الْأَجْرُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً قَالَ الْأَنْبِيَاءُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ الصَّالِحُونَ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُهُمْ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ} [رواه ابن ماجه بسند صحيح]
فالله يبتلي المؤمن والكافر، يبتلي المؤمن؛ ليصبر ويرتقي عند الله، ويبتلي الكافر والمنافق؛ ليجزع فيؤزر، فإذا ابتلى الله عبدا وصبر، كان دليلا على محبة الله له، وإذا ابتلى الله عبداً، فجزع، ولم يصبر، كان دليلا على بغض الله له، والأعمال بالنيات. والله أعلى وأعلم.
الشيخ /عبد الباري بن محمد خلة