الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد،
فقص الشارب أو حفه سنة عند الفقهاء غير أنهم
اختلفوا في كيفية ذلك على قولين :
القول الأول: السنة هي الحلق بالكلية، ذهب إلى هذا أبو حنيفة وصاحباه واستدلوا بأحاديث، منها
1- (أَحْفُوا الشَّوَارِبَ) رواه البخاري ومسلم
2- (أَنْهِكُوا الشَّوَاربَ) رواه البخاري.
3- (جُزُّوا الشَّوَارب) رواه مسلم
القول الثاني: السنة قص الشارب، حلقه مكروه: ذهب إلى هذا المالكية والشافعية واستدلوا بأدلة منها:
1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْفِطْرَةُ خَمْسٌ : الْخِتَانُ ، وَالِاسْتِحْدَادُ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَنَتْفُ الْآبَاطِ رواه البخاري ومسلم.
2- عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قَالَ : ' كَانَ شَارِبِي وَفَى – أي زاد - فَقَصَّهُ لِي – يعني النبي صلى الله عليه وسلم - عَلَى سِوَاكٍ ' رواه أبو داود بسند صحيح.
وقال مالك بن أنس: (حلق الشارب بدعة ظهرت في الناس)
والخلاصة أن القص مشروع لكن الإحفاء(المبالغة في القص) أفضل.
وتحصل السنة بأي نوع مما سبق والأفضل أن يبدو طرف الشفة. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة