الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | السلام عليكم شيخ أريد تفسير للآية في قوله تعالى ' وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ' وربما سؤالي يدخل بأمور غريبة شوية هل المقصود من الآية هذه العقاب بمثل ما صار مع الشخص.. مثلاً تم قتل شخص بالحرق يعاقب الجاني بالحرق.. او تم قتل شخص بالغرق يعاقب بالغرق؟ وإذا ما كان هيك مقصود فيها هل يجوز للناس انهم يأخذوا الآية هذه بتطبيق ما حكيته سابقاً وهو القتل بالحرق إذا كان المقتول محروق؟

اليوم : الخميس 16 شوَّال 1445 هـ – 25 أبريل 2024م
ابحث في الموقع

السلام عليكم
شيخ أريد تفسير للآية في قوله تعالى ' وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به '
وربما سؤالي يدخل بأمور غريبة شوية هل المقصود من الآية هذه العقاب بمثل ما صار مع الشخص.. مثلاً تم قتل شخص بالحرق يعاقب الجاني بالحرق.. او تم قتل شخص بالغرق يعاقب بالغرق؟ وإذا ما كان هيك مقصود فيها هل يجوز للناس انهم يأخذوا الآية هذه بتطبيق ما حكيته سابقاً وهو القتل بالحرق إذا كان المقتول محروق؟

فتوى رقم: 295
الجواب:

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فيقول الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) } [النحل: 126 - 128] قال ابن كثير: يأمر تعالى بالعدل في الاقتصاص، والمماثلة في استيفاء الحق، عن ابن سيرين: أنه قال في قوله تعالى: { فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ }[النحل: 126]  إن أخذ منكم رجل شيئًا، فخذوا منه مثله.

وقال ابن زيد: كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين، فأسلم رجال ذوو منعةٍ، فقالوا: يا رسول الله، لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب! فنزلت هذه الآية، ثم نسخ ذلك بالجهاد.

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6/ 119)

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ اسْتُشْهِدَ فَنَظَرَ إِلَى مَنْظَرٍ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرٍ أَوْجَعَ لِلْقَلْبِ مِنْهُ، أَوْ أَوْجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهُ، وَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: ' رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ لَوَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ، وَاللَّهِ لَوْلَا حُزْنٌ مِنْ بَعْدِكَ عَلَيْكَ، لَسَرَّنِي أَنْ أَتْرُكَكَ حَتَّى يَحْشُرَكَ اللَّهُ مِنْ بُطُونِ السِّبَاعِ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - أَمَا وَاللَّهِ، عَلَى ذَلِكَ لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ كَمِثْلَتِكَ '، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهَذِهِ السُّورَةِ، وَقَرَأَ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَكَفَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمْسَكَ عَنْ ذَلِكَ» .وَاهُ الْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ الْمُزني (*) وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وهذه الآية الكريمة لها أمثال في القرآن، فإنها مشتملة على مشروعية العدل والندب إلى الفضل، كما في قوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ثُمَّ { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40] وقال { وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ }[المائدة : 45] ثُمَّ قَالَ { فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ } [المائدة : 45]، وقال في هذه الآية الكريمة: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } ثُمَّ قَالَ { وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ } تفسير ابن كثير (4/ 613).

ولا يعني ذلك أن الذي حرق يحرق، والذي غرق يغرق، والذي خنق يخنق بل المماثلة في أصل الحياة والموت.

وعليه فإن العدل مطلوب، والفضل مطلوب فإن اقتضى الأمر العدل فلا بد من المماثلة، وإن اقتضى الأمر الفضل فلا بد من العفو، ومن الملاحظ أنه لا يجوز حرق الكافر، أو المسلم مهما كانت جريمته كسياسة عامة لكن يجوز في بعض الحالات كسياسة شرعية كأن كان المحاربون لا يزجرون إلا إذا فعل بهم ذلك فيجوز ذلك سياسة شرعية، لكن عامة الأدلة تدل على معاملة الناس بالحسنى، والعفو والحديث في هذا المجال يطول ويطول. والله أعلى وأعلم.

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة 

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية