الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | حكم الألعاب النارية والمفرقعات في الشوارع وعند المساجد والتجارة فيها

اليوم : الخميس 19 شوَّال 1446 هـ – 17 أبريل 2025م
ابحث في الموقع

حكم الألعاب النارية والمفرقعات في الشوارع وعند المساجد والتجارة فيها

فتوى رقم: 1353
الجواب:

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: ففرقعة الصواريخ والبارود والألعاب النارية من السلوكيات السيئة التي تعوِّد الأطفال على العنف، وتروع الآمنين، فبعض الأطفال يطلقون المفرقعات ويقومون بالتشويش على المصلين في صلاة التراويح، كما ويشجعهم على ذلك بعض الآباء، ولا ينهونهم عن ذلك. والألعاب النارية فيها من الأضرار ما فيها من إزعاج وضجيج، ويتعدى ذلك إلى الأذى الجسماني، مما يحتم على المسلم تركه ومحاربته، وهذه الظاهرة محرمة لأسباب كثيرة من أهمها: 1- فيها من الضرر الكثير، والنبي صلى الله عليه وسلم حرم كل ما فيه ضرر؛ فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: '‌لَا ‌ضَرَرَ ‌وَلَا ‌ضِرَارَ' رواه ابن ماجه بسند صحيح لغيره رقم 2341 (3/ 432) 2- فيها تبذير وإسراف وهو منهيه عنه، قال الله تعالى: وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا 26 إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا 27 [الإسراء: 26-27] والتبذير إنفاق المال بغير فائدة ولو استخدم لصالح الفقراء لكان خيرا. 3- تسبب اللعنة للعابث وأهله، فالذي يستخدم تلك الألعاب يدعو عليه الناس ويلعنونه؛ فإذا خاف الإنسان من أذى المفرقعات ربما يسب ويلعن فاعلها وأهله؛ وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ ‌يَلْعَنَ ‌الرَّجُلُ ‌وَالِدَيْهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ ‌يَلْعَنُ ‌الرَّجُلُ ‌وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ.» رواه البخاري رقم 5973 (8/ 3) 4- إزعاج المصلين والمعتكفين، فالمسجد بني للعبادة، فلا ينبغي لأحد أن يشوش على رواده ويسبب لهم الأذى؛ فالمفرقعات قد تحرق المشاة وتصيبهم، وهذا لا يرضاه عاقل لنفسه، فلا ترضاه لغيرك، فعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «‌لَا ‌يُؤْمِنُ ‌أَحَدُكُمْ ‌حَتَّى ‌يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ». رواه البخاري رقم 13 (1/ 12) ومفهوم المخالفة حتى تكره لأخيك ما تكره لنفسك. حكم التجارة(بيع وشراء) في الألعاب النارية والمفرقعات لا يجوز بيع وشراء الألعاب النارية والمفرقعات لأسباب كثيرة منها: 1- الأذي الذي ينشأ عن العبث فيها، فهي تؤذي المارة وتشوش على المعتكفين. 2- الترويع والتخويف، فهي ترويع الناس وتؤذيهم بأصـواتها، وتزعج المرضى والنائمين، وهذا منهي عنه، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى نَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ، فَزِعَ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: ' مَا يُضْحِكُكُمْ؟ ' فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنَّا أَخَذْنَا نَبْلَ هَذَا، فَفَزِعَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ' ‌لَا ‌يَحِلُّ ‌لِمُسْلِمٍ ‌أَنْ ‌يُرَوِّعَ ‌مُسْلِمًا ' رواه أحمد بسند صحيح رقم 23064(38/ 163) 3- إهدار للمال من غير فائدة، وهـذا من التبذير والإسراف المنهي عنه، قال الله تعالى: وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا 26 إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا 27 [الإسراء: 26-27] فالتبذير إنفاق المال فيما لا يفيد، والإسراف: الزيادة على المباح، وكله منهي عنه. وعلى أولياء الأمور من آباء وأمهات أن يمنعوا أبناءهم من شراء المفرقعات واللعب بها. والله أعلى وأعلم.

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

الأكثر مشاهدة


أحاديث الإسراء والمعراج كما جاءت في صحيحي البخاري ومسلم

لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

النفاق الاجتماعي وأثره على الفرد والمجتمع

الاشتراك في القائمة البريدية