الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فمن السنة إذا دخل أحد المسجد والإمام يخطب أن يصلي ركعتين خفيفتين، ويقعد، لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: {جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ: يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا ثُمَّ قَالَ: إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا}. [رواه مسلم (2/ 597) رقم 875].
ولا ينبغي لهذا المتأخر أن يتخطى الرقاب ويدخل الصفوف بحجة إكمال الصف؛ لأن المصلين في حال الخطبة يكونون غير متراصين، ولو دخل وتخطى الرقاب أخذ حق غيره في الصف والتبكير، وضيق على الناس، والمطلوب من المتأخر أن يقعد حيث انتهى به المقعد أو المجلس؛ لحديث أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَانِبِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيِ اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ» [رواه النسائي بسند صحيح(3/ 103) رقم 1399].
وقال بعض الفقهاء: إذا رأى الداخل فرجة يجوز له تخطي الرقاب، بشرط عدم الأذى.
والراجح في زمننا أنه لا يجوز.
ويأثم المصلي إذا تحدث أثناء الخطبة إلا إذا كانت هناك ضرورة، والسؤال ليس بضرورة، فلا يجوز، وإن ألح عليك، لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ. [رواه البخاري(2/ 13) رقم 934 ]. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة