الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | أنا شاب عمري ثماني عشر سنة، وأكثر ما يزعجني الاحتلام قبل الفجر، فأحياناً عندما استيقظ أجد نفسي محتلماً، وبالتالي لا تجوز صلاتي إلا بعد الغسل، فلا أدري كيف استحم وأهلي مستيقظين للصلاة، فأخجل كثيراً، وأرجع إلى النوم، وأستيقظ بعد ساعة، وأحياناً بعد انتهاء وقت الفجر، وأغتسل وأصلي الفجر حاضراً أو قضاءً، فما الحكم في ذلك وماذا أفعل؟

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فيقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} [النساء: 43].

فيجب على المسلم إذا أصبح جنباً أن يغتسل بالماء، ولا يجوز له التيمم إلا بسبب معتبر كالمرض، والبرد الشديد، وعدم وجود الماء قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43]

أما أن تترك الاغتسال خجلاً، فلا يجوز، والواجب على المسلم أن يخاف الله تعالى، قال الله تعالى: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 44]، وقال: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 13]

 قد يخجل المرء، لكن هذا الخجل مذموم، وأقول لك هذا شيء طبيعي مر به أبوك، وإخوتك الكبار، والكل متفهم لذلك.

ويمكنك أن تخفف من الخجل بأن تغتسل في أوقات لا يشعر أحد بك، أو تستعمل الماء بطريقة لا يُسمع معها صوت إلى غير ذلك من وسائل، المهم الغسل. والله أعلى وأعلم.

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة