الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى،
وبعد:
فيقول الله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)} [الأعراف: 32].
فالزينة مطلوبة، لكنها منضبطة، والأصل في لباس الرجل أن يكون ساترًا، ولا يشترط في اللباس أن يكون ثوبًا أو بنطالا، وإنما كل ثياب ساترة، وشرط اللباس أن يكون فُضفاضًا لا يصف ولا يشف، وليس من ملابس الشهرة، ولا يلفت النظر، بهذه الضوابط يجوز اللباس.
ومن القواعد المسلمة عدم جواز التشبه بالكفار في العادات، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 'مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ'. [رواه أبو داود بسند حسن صحيح (4/ 78) رقم 4033].
وهناك أنواع كثيرة من العادات السيئة وفدت من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين، منها ما يسمى باللباس الساحل، حيث يكون الثوب نازلًا عن وسط الشاب، فيَظهر لباسه الداخلي وشيء من جسده، وهذا من تزيين الشيطان للإنسان، كما قال الله تعالى: { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} [فاطر: 8]
لذا فإن هذا النوع من اللباس محرم شرعًا؛ لما فيه من تقليد لأهل الكفر، ولما فيه من كشف العورات وإثارة الشهوات.
فعلى الدعاة أن يحاربوا هذا النوع من اللباس، وكذا المعلمون في المدارس، وتقع المسئولية الكبرى على الأهل فهم مسئولون عن أبنائهم، فلا بد أن يعودوهم على كل ما هو حلال، ويمنعوهم من كل ما هو حرام. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة