الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فالذي أفهمه من السؤال أنك نويت أن تشتري للمسجد خزانة للأحذية، والآن تريد أن تشتري كراسي للشيوخ العجزة، فأقول لك إن كانت هذه مجرد نية وليس نذرًا فلا يلزمك شيء، وإن كان الأفضل أن تحقق ما نويته، وعليه يجوز تبديل النية إلى شراء الكراسي.
وإن كنت نذرت شراء الخزانة، وأردت تبديلها فأقول:
إن كانت الكراسي أنفع، وأغلى ثمنًا فيجوز ذلك، فتبديل النذر من المفضول إلى الفاضل، ومن النافع إلى الأنفع جائز، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضيَ اللهُ عنه-، أَنَّ رَجُلًا، قَامَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ لِلَّهِ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ مَكَّةَ، أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: «صَلِّ هَاهُنَا»، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «صَلِّ هَاهُنَا»، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «شَأْنُكَ إِذَنْ» [رواه أبوداود بسند صحيح (3/ 236) رقم 3305].
ومن المعلوم أن الصلاة في المسجد الحرام، خير من الصلاة في المسجد الأقصى، فدل ذلك على جواز تبديل النذر إلى ما هو أفضل منه، والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة