الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | ما معنى هذه الآية: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد،

فيقول الله تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)} [الطور: 48، 49]

أي: اصبر يا محمد، ومن بعدك أمتك، من دعاة ومصلحين، على أذى قومك، ولا تبال بهم، ولا يضق صدرك، فإنك ومن معك برعايتنا وحفظنا، والله يعصمك من الناس، فلن تصل أيدي العدو لك بالقتل، لكن ربما ابتليت بالتعذيب فهذه سنة الله.

وسبح بحمد ربك، فقل: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.

وسبح حين تقوم من نومك، أو من مجلسك، أو إلى صلاتك، وسبح في كل مجلس بقولك: 'سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك'.

ومن الليل فسبحه، أي: اذكره، واعبده بالتلاوة والصلاة في الليل، كما قال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].

وإدبار النجوم هي الركعتان اللتان قبل صلاة الفجر، أو هما ركعتا فريضة الفجر فهما خير من الدنيا وما فيها كما قال ابن عباس رضي الله عنهما. ابن كثير بتصرف.

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة