الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد،
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ» قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ، سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاغْدُوا وَرُوحُوا، وَشَيْءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا». [رواه البخاري (8/ 98) رقم 6463]
فقوله: 'سَدِّدُوا وقارِبُوا' اجتهد في الصواب، ولا تفرط في العبادة، واختر الوقت المناسب.
وقوله: 'واغْدُوا ورُوحُوا وشَيءٍ مِن الدُّلْجةِ' هذه الأوقات أوقات العمل والعبادة.
وقوله: اغْدُوا: من الغدوة، وهو السير أول النهار.
وقوله: الروحة السير آخر النهار.
وقوله: الدُّلْجَةُ: السير آخر الليل، والسير آخر الليل مطلوب للدنيا والآخرة.
وقوله: 'والقَصْدَ القَصْدَ': الاقتصاد في كل شيء؛ فلا إفراط ولا تفريط، وعليكم بالوسطية.
المعنى الإجمالي للحديث: عليكم بالعمل للدين وللدنيا، وذلك في أوقات النشاط، ولا ترهقوا أنفسكم، وارحموها؛ كي لا تمل النفس وتنقطع عن العمل، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة