الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فيقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 183، 184].
فالمريض يفطر، وعليه القضاء بعد الشفاء، والمرض نوعان: مرض يرجى برؤه وشفاؤه؛ ومرض لا يرجى برؤه وشفاؤه، فالمرأة المريضة مرضا لا يرجى شفاؤه كمرض السكر، والربو، والضغط، أو أي مرض لا يستطيع الإنسان الصيام من أجله، ففي هذه الحالة يجوز للمرأة أن تفطر، وتطعم عن كل يوم مسكينا؛ أما المرأة المريضة مرضاً وبعد شهر، أو سنة، أو أكثر تشفى منه، فتنتظر حتى الشفاء، وتقضي ما عليها، وإطعام المسكين للمتوسط، ما يعادل ديناراً أردنياً، وأسأل الله لك وللمسلمين الشفاء، والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة