الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن العادة السرية، أو الاستمناء، حرام في حق الشاب والفتاة؛ لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المعارج: 29 - 31].
والعادون: هم الظالمون المتجاوزون الحلال إلى الحرام.
ولقول الله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: 33] قالوا: ولما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب، والقوى، والعقول، وهذا يوجب التحريم.
وممارسة العادة السرية في نهار رمضان حرام، وتفطر الصائم، وعليه قضاء ذلك اليوم، وقد ارتكب بابا من الكبائر، وكذا في النافلة تفطر الصائم مع الإثم، لكن الإثم أقل.
وأذكر هنا بعضا من النصائح التي تساعد على التخلص من هذه العادة:
1. ما أرشد إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يلجأ عند ثوران الشهوة إلى تسكينها بالزواج إن كان مستطيعاً له، وإلا فعليه بالصوم لما له من أثر في تسكين الشهوة، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ لَنَا رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - {يَا مَعْشَرَ اَلشَّبَابِ لِلَّهِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ اَلْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ}. [رواه مسلم (2/ 1018) رقم 1400].
2. أن يحاول أن يشغل نفسه بالأمور النافعة والمفيدة، كتلاوة القرآن، ومطالعة الكتب النافعة.
3. البعد عن كل ما يهيج الشهوة، كالاستماع إلى الغناء الماجن، والنظر إلى الصور المثيرة، وخاصة في الأفلام.
4. توجيه الإحساس بالجمال إلى الأشياء الطبيعية المباحة غير المثيرة، كالرسم للزهور.
5. تخير الأصحاب الأخيار، والانشغال بالعبادة، وعدم الاستسلام للأفكار، والاندماج في المجتمع بما يشغلك عن التفكير في الجنس، وعدم الاهتمام بالملابس الناعمة، والروائح المثيرة، وعدم النوم في فراش يذكر باللقاء الجنسي، والبعد عن الاجتماعات المختلطة بين الرجال والنساء.
بهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية بإذن الله، ولا يلجأ الشاب إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة