الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فإذا تميز الليل والنهار في أربع وعشرين ساعةً، فيجب على المسلم الصيام وإن طال النهار، قال الله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة:187].
وحيث يتميز في هذه البلاد الليل والنهار، فلا بد من الصيام طال النهار أو قصر.
وعن عُمَرَ رضي اللهُ عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ ههُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ ههُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائمُ} [رواه البخاري ومسلم (3/36) رقم 1954].
وعليه فيجب على من يعيش في هذه البلاد أن يصوم، فتصور أحيانا يكون النهار ثلاث ساعات، أو أربع، وأحيانا يكون عشرين ساعة والأجر على قدر المشقة، فإن عجز شخص عن الصيام لطول النهار، أو أدى ذلك إلى ضرر عليه، جاز له الفطر، وعليه القضاء، ولو في الأيام القصيرة النهار، والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة