الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فقد قال الله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ، لاَ مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ} [رواه البخاري ومسلم].
وعلى المسلم أن يحفظ جوارحه عن الحرام،
قال ابن القيم رحمه الله:
{الجوارح السبعة وهي : العين ، والأذن ، والفم ، والفرج ، واليد ، والرِّجل : هي
مراكب العطَب والنجاة ، فمنها عطبَ مَن عطبَ بإهمالها ، وعدم حفظها ، ونجا مَن نجا
بحفظها ، ومراعتها ، فحِفْظها أساس كل خير ، وإهمالها أساس كل شر ، قال تعالى : {قُلْ
لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور:
30]} [إغاثة اللهفان 1 /80] .
فما يشاهد في المسلسلات، والأفلام من تبرج فاضح، وتكسر، ورقص، كل ذلك من المحرمات،
ومن أقوى الطرق لسيطرة الشيطان على قلب الإنسان.
وليعلم الجميع أن المقصود بالزنا في الحديث، هو الكبيرة، والتي قد تؤدي إلى الزنا، وليس المقصود الزنا الذي يحد الإنسان عليه،
ومما لا شك فيه أن هناك آثارا سيئة لتلك المسلسلات والأفلام على المجتمعات، وعلى الشباب، منها:
1. إفساد العلاقات الزوجية.
2. نشر المعتقدات الفاسدة وغيرها.
3. إثارة الغرائز والشهوات.
4. تسهيل الطرق إلى الفاحشة.
5. تعليم الجريمة، وخاصة للصغار.
والعاقل إذا علم خطورة هذه الأفلام ابتعد عنها، ولا بد للمسلم أن يستغل وقته في طاعة الله، وفيما ينفع المسلمين، وليتذكر المسلم والمسلمة بأن ملك الموت إذا جاء لا يستأذن، ولا يمهل، فعلى الشباب والفتيات أن يواظبوا على كتاب الله، وأن يكثروا من ذكره سبحانه، وأن يجعلوا الله رقيبا عليهم، وعليهم بالصحبة الصالحة التي تعينهم على طاعة الله، والاستمرار على العبادة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات تحتاج إلى ضوابط:
1. ألا تشغل المسلم عن طاعة الله وعن ذكره.
2. أن يكون الفلم هدافا ذا فائدة.
3. ألا يكون فيه نساء كاسيات عاريات.
4. وإن كان هناك نساء محجبات ألا ينظر إليهن.
5. ألا نعطي الأفلام أهمية أكبر من حجمها.
بهذه الضوابط وغيرها تستطيع أن تشاهد الفيلم على أن تعطي ربك وقتا للنوافل، كما أعطيت الفيلم. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة