الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فمن قرأ آية فيها سجدة سن له السجود عند جمهور أهل العلم، وهو ما يسمى بسجدة التلاوة، وأوجبها بعضهم كأبي حنيفة، فإن كان طاهرا سجد، وإلا فلا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ} [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قال: سَجَدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي {إذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك} [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
فسجد النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسجد الصحابة بسجوده لذا شرع السجود، والثابت أنه سجدة واحدة فقط.
وهل يشترط الطهارة للسجدة ذهب بعضهم-كالشافعية- إلى اشتراط الطهارة والراجح أنه لا يشترط فيجوز للحائض ولمن كان محدثا حدثا أصغر أن يسجد. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة