الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين
اصطفى، وبعد:
فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ يَا نَبِىَّ اللَّهِ، أَلاَ تُحَدِّثُنِى عَنْ حَارِثَةَ - وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ -، فَإِنْ كَانَ في الْجَنَّةِ، صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ في الْبُكَاءِ، قَالَ {يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ في الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى} [رواه البخاري].
ومعنى: ' أصابه سهم غرب' أي لا يُعْرف راميه، أو لا يعرف مِن أين أتى، أو جاء على غير قصد من راميه.
قال ابن سِيدَه: أصابه سهمُ غَرْبٍ، وغَرَبٍ إذا لم يُدْرَ من رماه، وقيل إذا أتاه من حيث لا يدري، وقيل إذا قصد غيره فأصابه.
وعليه فيكون قاتل حارثة مجهولا. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة