الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | الفتاوى | التجسس على الموظفين مديري في العمل كلّفني بالتجسس على زملائي الموظفين لمصلحة العمل كما يرى هو، ولكنني رفضت، فأصرّ أن هذا التكليف هو من واجباتي الوظيفية؟ فهل أأثم إن أطعته؟

اليوم : السبت 6 جمادى الآخرة 1446 هـ – 07 ديسمبر 2024م
ابحث في الموقع

التجسس على الموظفين
مديري في العمل كلّفني بالتجسس على زملائي الموظفين لمصلحة العمل كما يرى هو، ولكنني رفضت، فأصرّ أن هذا التكليف هو من واجباتي الوظيفية؟ فهل أأثم إن أطعته؟

فتوى رقم: 1279
الجواب:

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فيقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].

 وعن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا» [رواه البخاري (7/19) رقم 5143].

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المِنْبَرَ، فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ المُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ» [رواه الترمذي بسند صحيح (4/ 378) رقم 2032].

ولا يجوز سوء الظن بالمسلمين، فإن عملت عند المشغل مراقباً، فهذا عملك؛ أما أن تعمل كأي عامل، وتتجسس عليهم، فهذا غير جائز، وعلى هذا المشغِل أن يتق الله، وأن يعود عماله على الصدق والأمانة مع الأخذ بالأسباب. والله أعلى وأعلم.

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

أحاديث الإسراء والمعراج كما جاءت في صحيحي البخاري ومسلم

الاشتراك في القائمة البريدية