الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد،
فيقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) } [الحج: 52 - 55]
شرح الآيات شرحا مختصرا
يقول الله تعالى: وما أرسلنا قبلك يا محمد من رسول برسالة جديدة، ولا نبي مؤيدا لرسالة سابقة، إلا إذا قرأ كتاب الله تعالى حاول الشيطان أن يخلط كلامه بكلام الله، فيلقي في قراءته ما يلبس به على بعض الناس، من منافقين وكفار أنه من كلام الله، فيزيل الله ويبطل ما يلقيه الشيطان، ويثبت آياته ويظهرها ويحكمها، والله عليم بكل شيء، حكيم في خلقه.
وهذا الإلقاء ابتلاء؛ ليقع المنافقون والمشركون، ويتيقن المؤمنون، ويزدادوا إيمانا، ويميزوا بين كلام الله وبين ما يحاول الشيطان إلقاءه.
وهذا التفسير الظاهر، الذي ينسجم مع عصمة الأنبياء، وحفظ الله لكتابه.
أما ما ورد في معظم كتب التفاسير- من قصة الغرانيق- وهي الأصنام، وأن الشيطان أجرى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الأصنام بقوله: (تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى) فهذه قصة لم يثب سندها فلا يجوز ذكرها سببا لهذه الآيات. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة