الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | إخلاص النية لله في العبادات والطاعات

اليوم : الأحد 26 شوَّال 1445 هـ – 05 مايو 2024م
ابحث في الموقع

إخلاص النية لله في العبادات والطاعات


الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فشرط قبول العمل النية الصالحة فيريد المسلم بعمله وجه الله والدار الآخرة قال الله تعالى: فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ* وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. البقرة 200، 201.

وبعض الناس يريد بعمله ثواب الدنيا فقط، قال الله تعالى: مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ 18 سورة الإسراء.

ومما لا شك فيه أن النية محط نظر الله من العبد، وكل إنسان يبعث على نيته، وأعمال العبادِ مرهونة بصلاح النية، فإن كانت النية صالحة كان العمل صالحا وله أجره، وإن كانت فاسدة فعمله فاسد وعليه وزره.

والناس في النية أصناف: صنف يبتغي بعمله ونيته وجه الله والدار الآخرة فقط، وهذا أكرم الأصناف وأشرفها، وصنف يبتغي بعمله ونيته الدنيا فقط ولا يريد وجه الله، فهذا أخس الأصناف، وصنف يبتغي وجه الله مع طلبه ثواب الدنيا، فهذا لا شيء عليه وهو دون الأول في الثواب.

والأعمال الصالحة لها ثواب معجل في الدنيا، وثواب عند الله

 فمثلا بِر الوالدين تكون النية فيه إرضاء لله

ومن فضل الله أنه يعطي البار في الدنيا جوائز كبرِّ أولاده به وكثرة رزقه.

والاستغفار له فوائد، فنحن نستغفر لإرضاء الله وننوي به المال والرزق والولد وغير ذلك من أمور الدنيا قال الله تعالى على لسان نبي الله نوح عليه السلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا 10-12 سورة نوح،

فحكم القيام بالطاعات والعبادات بنية تحقيق المقصود الدنيوي

جائز بشرط أن لا تقصد الطاعة فقط لقضاء الحاجة دون قصد القربة لله سبحانه، فلا بد أولا أن ننوي التقرب الى الله تعالى ثم نسأله سبحانه من فضلة

ومن هذه العبادات:

1.              أذكار الصباح والمساء بنية الحفظ من الأذى .

2.              المواظبة على صلاة الفجر في جماعة حتى يكون في حفظ الله تعالى.

3.              المتابعة بين الحج والعمرة بنية الغنى .

4.              كثرة الاستغفار بنية الحصول على الأموال والبنين والدنيا .

5.              التيسير على المعسر ، ليكون التيسير له في الدنيا .

6.              كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بقصد إذهاب الهموم.

7.              أداء الزكاة والصدقة بقصد نمو المال والبركة.

وكل ذلك لا بأس به بشرط أن تكون النية الأصلية هي أرضاء وجه الله تعالى ثم تكون هذه المرغبات والمحبوبات

وهذا الحكم يكون في الفرائض والنوافل فالأعمال بالنيات ولا عمل مقبول شرعا من غير نية ويأخذ الإنسان أجره بقدر نيته والمحذور شرعا أن يعمل الإنسان عملا لا لله بل للسمعة والجاه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

          الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية