الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | المؤمن القوي ماذا يقصد به وما هي أهميته وأثره

اليوم : الجمعة 9 ذو القعدة 1445 هـ – 17 مايو 2024م
ابحث في الموقع

المؤمن القوي ماذا يقصد به وما هي أهميته وأثره


الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ). رواه مسلم.

والقوة هنا هي قوة الإيمان، والعلم، والطاعة، والقوة بجميع معانيها بما فيها قوة البدن

فهي تعين صاحبها على العمل الصالح؛

قال النووي – رحمه الله -: ' والمراد بالقوة هنا: عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك ' النووي: شرح مسلم ( 16 / 215 ).

المؤمن القوي أي: على أعمال البر ومشاق الطاعة، والصبور على تحمل ما يصيبه من البلاء، والمتيقظ في الأمور، المهتدي إلى التدبير والمصلحة بالنظر إلى الأسباب واستعمال الفكر في العاقبة ' حاشية السندي على سنن ابن ماجه

فالمؤمن القوي في إيمانه، القوي في بدنه: خيرٌ من المؤمن الضعيف في إيمانه أو بدنه؛ لأن المؤمن القوي يُنتج ويَعمل وينتفع الناس منه سواء في عمل الدنيا أو الأخرة كالجهاد في سبيل الله وهذا ما لا يملكه المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير، فالإيمان كله خير،

وفي هذا حث على القوة، قال الله تعالى: ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) الأنفال/ 60،

وتأتي القوة من الإيمان الذي يدفع صاحبه إلى التضحية والصبر.

كما تأتي من قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 وتأتي من الأخلاق الفاضلة، كالصبر فهو قوة والرحمة قوة وغير ذلك من أنواع القوة والتي كانت تتمثل في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا الحديث نصيحة للأمة، أفرادا وجماعات أن يعملوا على إعداد الجيل القوي وأن يأخذوا بأسباب ا لقوة سواء القوة المادية أو المعنوية، أن لا يكونوا من المتقاعسين الضعفاء المهازيل. والله أعلى وأعلم.

                 الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية