الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | أثر الإيمان على البيوت

اليوم : الأحد 26 شوَّال 1445 هـ – 05 مايو 2024م
ابحث في الموقع

أثر الإيمان على البيوت

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فيقول الله تعالى: {ومن آياتِهِ أن خَلَقَ لكم من أنفسِكُمْ أزواجاً لتسكُنُوا إليها وجَعَل بينَكُمْ مودَّةً ورحمةً إنَّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكَّرون(21)} سورة الروم

فالأسرة تَجمُّع مقدَّس له غاياته وأهدافه فالغاية من بناء الأسرة إنجاب النسل، وحصول السَّكَنِ بين الزوجين.

والأسرة الَّتي تُبنى على قواعد الدين، أسرة قوية باقية فالأسرة هي اللَّبِنَة الصالحة في بناء المجتمع السليم، قال الله تعالى: 'وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً' الرعد:38؛

الأسرة في الإسلام تحقق النمو الجسدي والعاطفي والسكن النفسي والطمأنينة وتدرب العائلة على تحمل المسئوليات وفيها إنجاب الأولاد وتربيتهم وحفظ الأنساب والأعراض، ومنه يتكون المجتمع المثالي.

      وبغير ذلك يكون انحطاط الكرامة الإنسانية والانحطاط إلى ومستوى الحيوان وعدم السكن والطمأنينة والراحة وانتشار الأمراض القاتلة وقلة النسل وضعفه وضياع المجتمع وكرامته .

ولحماية الأسرة في الإسلام عوامل كثيرة منها:

1. قرار النساء في البيوت حيث إنه الوظيفة الأساسية وسد باب الفتنه أمام الرجال

2. الغيرة على المحارم وحماية الأسرة من الانحراف

3. غض البصر وفيه من الامتثال لأمر الله ما فيه حيث يديم المحبة بين الزوجين.

4. الاستئذان لدخول البيوت ليحفظ عورات المسلمين من النظر وليحصل به الاستئناس

5. منع الخلوة بالأجنبيات ليسد بذلك أبواب الفاحشة.

وأساس ترابط الأسرة: الزوجان المتفاهمان.

إن الزواج في الإسلام هو بداية الطريق، ومن رحمة الله تعالى أن جعل المرأة آية كريمة من آيات الله، خلقها وزوجها من جنس واحد والمجانسة من دواعي التآلف والمحبة.

 وهذا الزواج سر وجداني يجد فيه المرء سعادة لا يجدها إلا في ظل المرأة.

وقد سئل ابن عباس رضي الله عنه عن معنى {مودَّة ورحمة}، فقال: (هي التنازل عن حقوقك)، فأنت عندما تحبُّ إنسانا تتغاضى عن هفواته وعثراته.

وهكذا جعل الإسلام الزوجة ملاذ الرجل يأوي إليها فعَن أَبِي هُرَيْرَةَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ الَّذِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ رواه أحمد بسند صحيح.

 فحقُّ الزوج على زوجته أن تتلقَّاه فَرِحَةً مرحة، طلقة الوجه، مبتسمة طيِّبة الرائحة، لا يشمُّ منها إلا طيِّباً.

ومن آثار الإيمان على الحياة: سعادة البيوت وبناء الأسر المسلمة، فبيت يدخله الإيمان بيت سعيد يُخرِّج السعداء فالنساء فيه مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات يساعدن الزوج على طاعة الله يخرج الزوج للعمل فتذكره الزوجة: اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً؛ فإنا نصبر على الجوع، ولا نصبر على النار.

فهذا الإمام أحمد رب بيت صالح ربى اهله على الإيمان، ماتت زوجته فيقول عنها: رافقتني ثلاثين عامًا، والله ما اختلفت معها في كلمة واحدة.

البيت المبني على الإيمان بيت مبارك يقلد الابن أباه حتى في الزهد فهذا عمر بن عبد العزيز في يوم عيد، يدخل عليه الرجال والصبيان لتهنئته بالعيد الكل يلبس أفضل الثياب إلا ابن عمر فعليه ثياب خَلِقَة، يوم أن رأى ابنه في يوم العيد بين الأطفال بكى، فقال طفله الصغير، ما الذي أبكاك، قال: أني خشيت أن ينكسر قلبك يوم العيد بين أطفال الرَّعية، فردَّ الطفل قائلا: أبتاه إنما ينكسر قلب من عصى ربه ومولاه، وعقَّ أمه وأباه، أما أنا فلا والله، أنه الإيمان

وهكذا فإن الأسرة الطيبة المباركة المؤمنة التي ربت أبناءها على الدين هي الأسرة التي أرادها الله رب العالمين فبالإيمان تستمر هذه الأسرة وتزكو وتؤتي ثمارها وبغير الإيمان والهدى لن تستطيع أن تستمر ومآلها الضياع.

كما وينبغي علينا أن نحافظ على أسرنا من رفقاء السوء وكل ما يبعد عن الحق حتى يبقى الود والمحبة بين أبناء المجتمع كما كان مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

       الشيخ عبد الباري ين محمد خلة

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية