الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | تهاون بعض النساء في أداء الصلاة

اليوم : الجمعة 9 ذو القعدة 1445 هـ – 17 مايو 2024م
ابحث في الموقع

تهاون بعض النساء في أداء الصلاة


الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فيقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) المؤمنون

ويقول الله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) مريم

 ويقول الله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ } الماعون

قال ابن كثير: قال ابن عباس، وغيره: يعني المنافقين، الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر.

ولهذا قال: { لِلْمُصَلِّينَ } أي: الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها، ثم هم عنها ساهون، إما عن فعلها بالكلية، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا، فيخرجها عن وقتها بالكلية.

وإما عن وقتها الأول فيؤخرونها إلى آخره دائما أو غالبا. تفسير ابن كثير - (8 / 493)

وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ' أن أَوَّلَ ما يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يوم الْقِيَامَةِ من عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ' رواه النسائي وغيره بسند صحيح.

وعن عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول' خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ الله على الْعِبَادِ فَمَنْ جاء بِهِنَّ لم يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شيئا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كان له عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ' رواه أحمد وغيره بسند صحيح

وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلى اللهِ قَالَ: ' الصَّلاةُ عَلى وَقْتِها قَالَ: ثُمَّ أَيّ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوالِدَيْنِ قَالَ: ثُمَّ أَيّ قَالَ: الْجِهادُ في سَبيلِ اللهِ قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي '. رواه البخاري.

لكل ما سبق لا يجوز للمرأة ولا للرجل التكاسل في الصلاة فلا يجوز إضاعتها بالكلية ولا تأخيرها عن وقتها لأن من شروط صحتها دخول الوقت وإيقاعها فيه.

أما المرأة التي تخرج للفسحة والاستجمام-وهذا مباح ومشروع لكن بضوابط-فلا يجوز لها أن تترك الصلاة ولا أن تؤخرها عن وقتها وكما تعد طعامها وشرابها لا بد أن تعد وضوأها وأن تعمل جاهدة على إداء الفرائض.

والمرأة التي تضيف غيرها أو تزورها لا بد أن تحافظ على صلواتها ولا تضيعها ولا تؤخرها فإذا حان وقت الصلاة فلا بد للضيف والمزور أن يبادر إلى أداء الصلاة ولا ينبغي للمرأة أن تخجل من العبادة بل لا بد أن تكون داعية إلى الله ودالة على الخير.

ولا يجوز للمرأة أن تصلي من غير وضوء بحجة وجود الرجال الأجانب ولا أن تصلي على كرسييها إلا لضرورة من نحو مرض وكبر سن ولا يجوز لها أن تجمع بين الصلوات بحجة خروجها من البيت وعدم رجوعها إلا بعد خروج وقت الصلاة لعدم الضرورة في ذلك.

وسواء أكانت الصلاة فرضا أم نفلا لكن يجوز لها أن تصلي السنن وهي قاعدة على الأرض أو الكرسي لفعل النبي صلي الله عليه وسلم.

وإن أدت الصلاة بشروطها أمام الرجال الأجانب في الأماكن العامة صحت صلاتها مع الكراهة فلا ينبغي أن يصار إلى الرخصة إلا بشروطها. والله أعلى وأعلم.

الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية