الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فيقول الله تعالى: ] يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا [ (النازعـات: 42-44)
وتنقسم أشاراط الساعة إلى قسمسن: كبرى ووسطى وصغرى.
وتنقسم أشراط الساعة الصغرى إلى ثلاثة أقسام:
1. أشراط وقعت وانقضت كبعثة النبي r وانشقاق القمر.
2. أشراط وقعت وهي مستمرة كانتشار الربا والزنا والخمور والقتل
3. أشراط لم تقع بعد وهي كثيرة منها:
1. تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ: فعن أبي سعيد الخدري، قال: ' عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، قَالَ:: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي: ( أَخْبِرْهُمْ )، فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ) رواه أحمد بسند صحيح.
2. محاصَرة المسلمين إلى المدينَة: فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ ) رواه أبو داود بسند صحيح.
والمسالح، جمع مَسْلَحة، وهي الثغر.
3. انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ) رواه البخاري ومسلم.
4. إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة: فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا ). رواه مسلم.
5. إحراز ' الجهجَاه ' الملك: فعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ ) رواه البخاري
6. خروُج المَهدي: فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ) رواه الترمذي، وفي رواية لأبي داود قال: ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى - أَوْ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِى - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ).
7. عودَة جزيرة العَرب جنَّات وَأنهاراً
8. انتفَاخ الأهلّة: حيث يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً فيظن أنه أكثر من ليلته.
9. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء، وفتنَة الدهيماء.
وهكذا فإن علامات كثيرة لم تقع بعد لذا فنحن نعبد الله حتى ياتينا اليقين ولا يزيدنا ظهور تلك العلامات إلا يقينا.
وإن كثرة القتل اليوم دليل على اقتراب الساعة لكن المسلم ينجو من العذاب والبلاء والفتن بقدر تعلقه بالله ومحبته واتباعه لرسول الله.
وواجب المؤمن أن يبقى على العهد ولا يغيير ولا يبدل ويبتعد عن الفتن ومواطنها ولا يقترب منها وليحظرها وليحذر الناس منها وعليه أن يستعد دائما للموت ويعد له جوابا ويعمل لدينه كأنه يموت غدا مستعدا مؤمنا لا تضره فتنة ما دام على منهج الله وعلى سنة رسول الله ومن شب على شيء شاب عليه ومن شاب على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه فاللهم ابعثنا على الإيمان يا رب العالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة