الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | الوسطية في الإسلام والبعد عن الغلو والتطرف

اليوم : الأحد 11 ذو القعدة 1445 هـ – 19 مايو 2024م
ابحث في الموقع

الوسطية في الإسلام والبعد عن الغلو والتطرف


الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فيقول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143], أي عادلة.

فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ' يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ فَيَقُولُ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ { وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }'. رواه البخاري.

فالصراط المستقيم، وهو وسط بين الغلو والجفاء، أو الإفراط والتفريط، كما يمثل الخيرية ويحقق معناها وبذلك يتحقق في الصراط المستقيم أمران من لوازم الوسطية.

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ: ' الْقُطْ لِي حَصًى فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ وَيَقُولُ أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ'. رواه ابن ماجه بسند صحيح. أي التشدد فيه ومجاوزة الحد.

 قال الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ) [النساء: 171].

قال الإمام الطبري –رحمه الله-:(لا تجاوزوا الحق في دينكم فتفرطوا فيه، وأصل الغلو في كل شيء مجاوزة حده الذي هو حده، يقال منه في الدين غلا فهو يغلو غلوا) انظر: تفسير الطبري (6/43). وقال ابن الجوزي –رحمه الله- في تفسير هذه الآية، والغلو: الإفراط ومجاوزة الحد ومنه غلا السعر، وقال: الغلو: مجاوزة القدر في الظلم.

وغلو النصارى في عيسى قول بعضهم: هو الله، وقول بعضهم: هو ابن الله، وقول بعضهم هو ثالث ثلاثة، وعلى قول الحسن: غلو اليهود فيه قولهم إنه لغير رشدة، وقال بعض العلماء لا تغلو في دينكم بالزيادة في التشدد فيه انظر: زاد المسير (2/260).

وقال ابن كثير: ينهي تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء وهذا كثير في النصارى، فإنهم تجاوزوا الحد في عيسى حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاها الله إياه، نقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها من دون الله يعبدونه كما يعبدونه، بل غلوا في أتباعه وأشياعه ممن زعم أنه على دينه، فادعوا فيهم العصمة واتبعوهم في كل ما قالوه، سواء كان حقا أو باطلا أو ضلالا أو رشادًا، أو صحيحا أو كذبا ولهذا قال تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[التوبة: 31] انظر: تفسير ابن كثير (1/589).

وقال الله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ) [المائدة: 77].

قال الطبري –رحمه الله-: (لا تفرطوا في القول فيما تدينون به من أمر المسيح فتجاوزوا فيه الحق إلى الباطل، فتقولوا فيه: هو الله، أو هو ابنه، ولكن قولوا هو عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه) انظر: تفسير الطبري (6/316).

قال ابن تيمية –رحمه الله-: والنصارى أكثر غلوا في الاعتقادات والأعمال من سائر الطوائف، وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن اقتضاء الصراط المستقيم (1/289).

ومن غلو النصارى ما ذكره الله في سورة الحديد: (ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد: 27].

وعَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلَاثًا. رواه مسلم

قال النووي: هلك المتنطعون: أي المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم مسلم مع شرح النووي (16/220).

وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ - إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ « لاَ تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِى الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارِ (رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ) الحديد: 27 رواه أبو داود، وصححه بعضهم وضعفه الشيخ الألباني

4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ رواه البخاري.

قال ابن حجر –رحمه الله-: والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب. البخاري مع فتح الباري (1/116).

قال ابن رجب –رحمه الله-: والتسديد العمل بالسداد، وهو القصد والتوسط في العبادة، فلا يُقَصِّر فيما أمر به، ولا يتحمل منها ما لا يطيقه انظر: المحجة في سير الدلجة لابن رجب (51).

5- عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن شِبْلٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلَا تَغْلُوا فِيهِ وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ. رواه الإمام أحمد بسند صحيح.

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ' يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ ' رواه البيهقي وصححه الألباني.

أما الغلو أو التطرف فعرفه ابن حجر –رحمه الله-بقوله: الغلو: المبالغة في الشيء والتشديد فيه بتجاوز الحد انظر: فتح الباري (13/256).

والغلو أو التطرف أقسام:

أولا: ما كان منشؤه بسبب التعلق وينقسم إلى:

أ- إلزام النفس أو الآخرين عبادة وترهبا،ما لم يوجبه الله حيث إن تجاوز الطاقة الذاتية في أمر مشروع يعتبر غلوا: فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ فَقَالَ مَا هَذَا الْحَبْلُ قَالُوا هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ. رواه البخاري.

ب- تحريم الطيبات التي أباحها الله على وجه التعبد، أو تركه الضرورات أو بعضها فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ؛ قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا؛ وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ؛ وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا

فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؛ أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي. رواه البخاري.

ثانيا: أن الغلو في الدين حقيقته مبالغة في تطبيق الأحكام الشرعية والأوامر غير أن هذا التطبيق يتجاوز الحدود التي حدها الشارع، فهو مبالغة في الالتزام بالدين، وليس مروقا عنه، بل هو نابع من القصد في الالتزام به

ثالثا: أن الغلو يشمل الفعل والترك فترك الحلال كالنوم والأكل ونحوه من أنواع الغلو، إذا كان هذا الترك على سبيل العبادة والتقرب إلى الله كما يفعله بعض المنتسبين إلى هذا الدين. الغلو في الدين (84).

والغلو إما أن يكون اعتقاديا وإما أن يكون عمليا.

والاعتقادي على قسمين:اعتقادي كلي، واعتقادي فقط.

والمراد بالغلو الكلي الاعتقادي ما كان متعلقا بكليات الشريعة وأمهات مسائلها.

أما الاعتقادي فقط فهو ما كان متعلقا بباب ا لعقائد دون غيرها كالغلو في الأئمة وادعاء عصمتهم، أو الغلو في البراءة من المجتمع العاصي أو تكفير أفراده واعتزالهم.

ويدخل في الغلو الكلي الاعتقادي الغلو في فروع كثيرة انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/289)

والغلو الاعتقادي أشد خطرًا، وأعظم ضررًا من الغلو العملي إذ أن الغلو الاعتقادي يؤدي إلى الشقاق، وهو المظهر للفرق والجماعات الخارجة عن جادة الصواب كالخوارج والشيعة.

والحكم على عمل من الأعمال أنه غلو، أو أن هذا الشخص أو ذاك من الغلاة، باب خطير لا يقدر عليه إلا العلماء المخلصون المتبحرون، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فقد يكون الفعل مشروعا ويوصف صاحبه بالغلو، وهذا تجن على الملتزمين وهذا ما يظهر عند من يصف الملتزمين بشرع الله، المتمسكين به بالغلو والتطرف والأصولية ونحوها، ولذلك فإن المعيار في الحكم على الأعمال والأفراد والجماعات هو الكتاب والسنة وليست الأهواء والأعراف، وقد ضل في ذلك العالم الغربي ومن نحى نحوهم من تلاميذهم من المسلمين.

والإسلام وسط بين الشرائع وفيه العدل واليسر واللين وفي السماحة واستيعاب الآخرين

وقد نبذ الاسلام التطرف سواء أكان إفراطا أو تفريطا فلا طغيان ولا تقصير فمن تشدد في غير موضع التشدد فقد جافى ومن قصر فقد جافى 

وللأسف فإن هناك أفرادا وجماعات ترفع شعار الدين وتتصرف في التشريع تصرفات مصلحية ومشينة للدين لا يرضاها الله تعالى ولا السوي من البشر

ولعل سبب تنامي هذه الجماعات الظلم الذي تعيشه كثير من الدول وخاصة الإسلامية والعربية وما لاقاه بعض المنتسبين إلى الحركات الإسلامية في سجون الأقربين وكذا تلك الأنظمة التي لا تطبق شرع الله وتلك الحروب التي وقعت بين العرب واليهود حيث انحاز العالم كله مع اليهود  

ولقد كان لهذا التطرف أثر سلبي على الأقليات المسلمة في العالم حيث بدأ العالم يحارب ما يسمى بالإرهاب ويقصدون المسلمين حيث اتهموا كل من يقاوم العدو المغتصب بأنه إرهابي صحيح شطت بعض الحركات الإسلامية وخرجت عن الاعتدال نتيجة الظلم الذي وقع على الأمتين الإسلامية والعربية وإن كان هذا غير مبرر لهذا التطرف 

ولا بد من مواجهة هذه الجماعات بالحكمة والموعظة الحسنة والنقاش البناء المبني على الموضوعية وتوضيح معاني الإسلام للشباب واقتدائهم بعلماء الأمة الربانيين

وأخيرا لا بد من خطاب موحد بين المسلمين يقوم على رعايته المفكرون المسلمون العاملون الذين حملهم الله أمانة العلم وتعليمه للناس

وعليه يكون الشباب في راحة ويسر وعدل بين الأمم ولا بد من اتخاذ القدوة الحسنة لهم وهو طريق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

     الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية