الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | حكم إعطاء الزكاة للمستشفيات الخيرية

اليوم : الأحد 26 شوَّال 1445 هـ – 05 مايو 2024م
ابحث في الموقع

حكم إعطاء الزكاة للمستشفيات الخيرية

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

فيقول الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة :60].

فهذه مصارف الزكاة وهي ثمانية منها:

الفقراء، والمساكين، والعاملون عليها، والمؤلفة قلوبهم، هذه مجموعة استخدم فيها حرف الجر 'اللام'، والتي تفيد التمليك، والمجموعة الأخرى، وهي الرقاب، وَالغارمون وفي سبيلِ اللَّهِ، وَابن السَّبيلِ، وقد استخدم فيها حرف الجر 'في'، والتي تفيد الوعاء وعليه فالأصناف الأربعة الأولى يملكون الزكاة، والأصناف الأخرى يستحقونها، فتصرف عليهم.

 وقد اختلف المفسرون في المراد بقوله: 'وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ' على أقوال أشهرها:

1. 'في سبيل الله' المجهود الحربي فقط أي الجهاد في سبيل الله.

2. 'في سبيل الله' الجهاد، والحج والعمرة.

3. 'في سبيل الله' المصالح العامة، كبناء المستشفيات، والمدارس، والمعاهد، ومساعدة الجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى المجاهدين، وكل ذلك بشرط أن تنتظم الزكاة الأصناف الثمانية، بحيث لا يطغى صنف على الآخر إلا لضرورة.

والراجح أن المراد بقوله: وفي سبيل الله الجهاد في سبيل الله، بالإضافة إلى المرافق العامة التي تنفع المسلمين، باستثناء المساجد والمستشفيات الحكومية، لأنها من اختصاص وزارة الوقف والصحة، ولا يجوز صرف مال الزكاة عليهما إلا لضرورة.

أما المستشفيات الخيرية التي تقدم خدمات للفقراء والمحتاجين بثمن رمزي أو بدون مقابل فيجوز إعطاؤها من الزكاة إذا كانت محتاجة لذلك.

بل ونشجع هذا الأمر لما له أثر واضح في مجتمعنا الفقير والمحاصر. والله أعلى وأعلم.

              الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية