ما هي الآية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى أمّا بعد،
فيقول الله تعالى: (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ)]الزخرف:45[
ذكر بعض العلماء أن هذه الآية نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت المقدس ليلة الإسراء والمعراج، حيث التقى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكثر من الأنبياء منهم إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم صلوات الله عليهم جميعًا
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ( ... وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّى فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّى أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي : نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ. رواه مسلم.
وعن ابن عباس قال: فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي فَالْتَفَتَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ. رواه أحمد بسند حسن
وفي هذا الموقف العظيم نزلت الآية الكريمة يا محمد هاهم من سبقك من رسلنا فاسألهم عن توحيد الله وعدم عبادة غيره وهذا السؤال لطمأنة قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وحاشا أن يكون شاكًا بل هو سيد المؤمنين بدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يسأل فإنه أعلم منهم جميعًا وأكثر إيمانًا وتصديقًا.
وسميت هذه الآية بالآية المقدسية لأنها نزلت في بيت المقدس
وعلماء القرآن قسموه إلى نوعين بالنظر إلى الزمن: مكي وهو ما نزل قبل الهجرة ومدني وهو ما نزل بعدها وهذا هو الأشهر.
ومن العلماء من قسمه إلى قسمين أيضًا بالنظر إلى المكان: مكي وهو ما نزل في مكة أو في طريقها ومدني وهو ما نزل في المدينة أو في طريقها.
ويرى بعض العلماء أن التقسيم الأدق بالنظر إلى المكان أنه ثلاثة أنواع: مكي ومدني ومقدسي وربما هذا الأخير لم يتفق عليه العلماء نظرًا لأن الغالب أن القرآن نزل إما في مكة أو في المدينة أما في بيت المقدس فلم ينزل إلا آية لذا أغفلوا هذا التقسيم
ونحن بدورنا لا بد أن نبرز هذا التقسيم لنذكر المسلمين بقضيتهم الأولى وهي قضية فلسطين وقلبها بيت المقدس ولا بد أن نعلم الأجيال أن الله ربط بين الأماكن المقدسة الثلاثة حيث أسرى الله بنبيه -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ورغب في شد الرحاب إليه كالمسجدين الذين صلى فيهما وكما أنزل قرآنا في مكة والمدينة أنزل كذلك في بيت المقدس ليؤكد الربط والتعظيم والإجلال فيا له من بيت حماه الله وطهره من رجس اليهود.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة