الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | حكم تحديد جنس الجنين

اليوم : الجمعة 17 شوَّال 1445 هـ – 26 أبريل 2024م
ابحث في الموقع

حكم تحديد جنس الجنين

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى أمَّا بعد،

 فيقول الله تعالى:( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير)ٌ. ]الشورى 49-50[

ويقول الله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا. ]الكهف: 46[

والاهتمام بتحديد جنس الجنين، قضية قديمة، مع اختلاف الوسائل فقط .

والأصل جواز تحديد جنس الجنين؛ استصحاباً للأصل، وهو ثبوت حكم الإباحة في الأشياء ما لم يرد ما يمنع.

وقد دعا بعض الأنبياء ربهم أن يهب لهم ولداً، فإبراهيم دعا قائلاً: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ) (الصافات:100)، وكذلك زكريا عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى عنه:(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) (آل عمران:38).

ومع تقدم العلم تم التوصل إلى الطرق الطبية الناجحة، حيث يكون التلقيح للبويضة بواسطة الحيوانات المنوية الحاملة للجنس المراد، ولا حرج في ذلك عند الحاجة، مع الأخذ بالضوابط التي وضعها الفقهاء، منها:

1- أن يكون بتراض من الزوجين.

2- ألا يكون تحديد جنس الجنين سياسة عامة؛ لئلا يحدث اختلال في التوازن الطبيعي بين الذكور والإناث.

3- لا يصار إلى ذلك إلا عند الحاجة.

4- التحرز من كشف العورات والاقتصار على كشف ما دعت إليه الضرورة.

5- أخذ الحيطة عند التلقيح خوفاً من اختلاط المياه حفاظاً على الأنساب.

فإذا رغب الزوجان في إنجاب نوع معين كالذكر أو الأنثى فلا بأس به مع ما قلت من الضوابط الشرعية سالفة الذكر. والله أعلى وأعلم.

                         الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية