الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | من أحكام دفن الميت

اليوم : الأحد 11 ذو القعدة 1445 هـ – 19 مايو 2024م
ابحث في الموقع

من أحكام دفن الميت

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فإكرام الميت دفنه وهذه العبارة ليست حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن معناها صحيح فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ تَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ). رواه البخاري ومسلم

وعن اِبْن عُمَر رضي الله عنهما قال : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : (إِذَا مَاتَ أَحَدكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْره) رواه الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَادٍ حَسَن.

فمن السنة أن يعجل بالجنازة ولا تؤخر إلا لسبب شرعي.

·        لو توفى المريض ليلا أي بعد أذان العشاء هل يدفن أم يبقى ليصلى عليه الفجر مثلا؟

يجوز دفن الميت ليلاً ولا كراهة في ذلك إن كان هناك إضاءة وعدم خوف إلى غير ذلك من ضوابط فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ مَاتَ إِنْسَانٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَمَاتَ بِاللَّيْلِ فَدَفَنُوهُ لَيْلًا فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ فَقَالَ مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي قَالُوا كَانَ اللَّيْلُ فَكَرِهْنَا وَكَانَتْ ظُلْمَةٌ أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ رواه البخاري

ودفن النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً، ودفن أبو بكر وعثمان وعائشة وابن مسعود ليلاً.

وهذا يدل على أنه لا كراهة في دفن الميت ليلا.

·        متى يجوز تأخير دفن الميت؟

السنة أن نسرع بتجهيز الميت والصلاة عليه ودفنه، ويكره تأخير ذلك كثيرا؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ السابق: (أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ ...) . رواه البخاري ومسلم

ويمكن أن نؤخر الدفن قليلا لعذر كانتظار قريب أو تكثير المصلين أو نحو ذلك على أن لا يشق ذلك على الناس أو يتأثر الميت من طول المكث.

·        كيف نتعامل مع الميت إذا استشهد أو توفى في الخارج، وتطلب نقله إلى غزة وتم الاحتفاظ بجثمانه أسبوعا بسبب الاجراءات، ما الحكم في هذه الحالة؟

قال جمهور الفقهاء: لا يجوز نقل الميت قبل دفنه إلى غير البلد الذي مات فيه إلا لسبب شرعي كأن يُخشى عليه الاعتداء على قبره، أو انتهاك حرمته وكذا يجوز نقله إلى بلده تطييباً لخاطر أهله بشرط أن لا يخشى عليه التغير، وأن لا تنتهك حرمته.

فإن مات في بلد مسلم فيكره نقله لكن يجوز بشرط عدم التغير بطول المكث فإن حفظ في الثلاجة فلا بأس ويدفن حبن وصوله.

·        ميت أوصى أن يدفن في أرضه، فقام أهله بدفنه في وسط أرضه، ما حكم ذلك؟ وهل تنفذ وصيته، والان تم توزيع الارض على الورثة وبقي قبره، هل يجوز نقل الرفاة إلى مقابر المسلمين؟

السنة أن يدفن الميت في المقبرة العامة ولكن يجوز الدفن في البيت أو الأرض المملوكة للميت إذا أوصى بشرط أن يكون على أطرافها لا في وسطها.

قال النووي رحمه الله: ' يجوز الدفن في البيت وفي المقبرة ، والمقبرة أفضل بالاتفاق.' النووي: المجموع.

فإن دفن الميت في وسط أرضه واحتيج للبناء فيها فإن مر على موته مدة يغلب على الظن تحلله فلا يكره نقله إلى المقبرة وإن كان الزمن قريبا فيحرم نقله إلا لضرورة ملحة. والله أعلى وأعلم.

                                             الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية