الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة وماذا يفعل مريد الأضحية

اليوم : السبت 6 جمادى الآخرة 1446 هـ – 07 ديسمبر 2024م
ابحث في الموقع

الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة وماذا يفعل مريد الأضحية

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فأعمال العشر كثيرة منها:

1-         تجديد التوبة والإقلاع عن المعاصي والذنوب؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 'إِنَّ اللّهَ يَغَارُ وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ' [رواه مسلم (4/ 2114) رقم 2761].

2-         الصلاة: والمحافظة عليها في أوقاتها جماعة، فهي من أفضل القربات والعبادات عند الله تعالى؛ فعن مَعْدَان بْن أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيّ قَالَ لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ أَوْ قَالَ قُلْتُ بِأَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً قَالَ مَعْدَانُ ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ لِي ثَوْبَانُ ' [رواه مسلم (1/ 353) رقم 488].

3-         أداء فريضة الحج والعمرة: وهما أفضل عمل يؤدى في عشر ذي الحجة، وكانت عمرة النبي صلى الله عليه وسلم في أشهر الحج، وجاء في فضل الحج والعمرة أحاديث منها، حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ. [رواه البُخاري (3/ 2) رقم 1773].

4-         صيام هذه الأيام، وخاصة صوم يوم عرفة لغير الحاج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطرا، وورد في فضل صيام يوم عرفة حديث أَبِي قَتَادَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنةَ الَّتِي بَعْدَهُ'. [رواه مسلم (2/ 818) رقم 1162].

وعن حفصة قالت: 'أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِـــــيُّ صلى الله عليه وسلم صِيَامَ عَاشُورَاءَ وَالْعَشْرَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ'. [رواه النسائي بسند ضعيف (4/ 220) رقم 2416].

والمقصود: صيام التسع، قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: أنه مستحب استحبابا شديدا.

وعَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ. ' [رواه أبو داود بسند صحيح (2/ 325) رقم 2437].

5-         زيارة المسجد النبوي في المدينة المنورة، وهي مستحبة؛ لأن الصلاة فيه خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ '. [رواه البخاري (2/60) رقم1190].

ولا نغفل عن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

6- الذكر والتكبير والتحميد والتهليل: قال الله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28] وقد فسرت بأنها أيام العشر، والتكبير نوعان:

أ‌-              التكبير المطلق: وهو مشروع في كل وقت ليلا أو نهارا، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة، إلى عصر آخر أيام التشريق.

ب‌-        التكبير المقيد: وهو الذي يكون عقب الصلوات، ويبدأ من صبح عرفة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق فعَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ 'مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ'. [رواه أحمد بسند صحيح (10/ 296) رقم 6154].

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ. [رواه البخاري (2/20) في مقدمة بابه فضل العمل في أيام التشريق].

 ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والطرق والمساجد وغيرها.

وصيغة التكبير: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

6-         الأضحية: وتشرع الأضحية يوم النحر وأيام التشريق الثلاث، وهذه سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكذا سنة محمد؛ فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: 'ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا'. [رواه البخاري (7/102) رقم 5565].

ماذا يجب على المضحي

1-         إذا دخلت العشر وأراد أحد أن يضحي فلا يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره حتى يضحي؛ فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» [رواه مسلم (3/ 1565) رقم 1977[

وفي رواية له: عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ'.  [رواه مسلم (3/ 1565) رقم 1977 [

والنهي هنا مختص بصاحب الأضحية فقط، أما أهله من زوجة وأولاد فلا يشرع لهم ذلك.

2-         وقت الذبح: بعد صلاة العيد لا قبله؛ فعن جُنْدَبَ بْن سُفْيَانَ الْبَجَلِيّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ' [رواه البخاري (7/ 102) رقم 5562].

ويستمر وقت الذبح إلى آخر أيام التشريق، فعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: 'كُلُّ أيامِ التشريقِ ذَبْحٌ'. [رواه أحمد بسند حسن (27/ 317) رقم16752]. والله أعلى وأعلم.

       الشيخ عبد الباري بن محمد خلة          

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

أحاديث الإسراء والمعراج كما جاءت في صحيحي البخاري ومسلم

الاشتراك في القائمة البريدية