هل هناك معلومات متوفرة عن اللحظات الأخيرة للمحتضر، وما الذي يراه؟ فهل يرى مثلاً أقرباءه من الأموات، أو ما شابه ذلك؟
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فيقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ}.
قال الطبري في تفسير هذه الآية: “يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولو ترى يا محمد حين يغمر الموت بسكراته هؤلاء الظالمين...، فتعاينهم وقد غشيتهم سكرات الموت، ونزل بهم أمر الله، وحان فناء آجالهم...،
ولم يرد في القرآن الكريم، ولا في السنة المطهرة ما يثبت أن المحتضر يرى من عنده وربما وردت بعض الآثار في ذلك لكننا لسنا ملزمين إلا بما صح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم
وربما يقع لبعض المحتضرين شيء من ذلك، من كلامهم لأمهاتهم أو آبائهم وهذا يكون من باب الخيال من شدة الوقع وليس حقيقيا.
وهل فعلا يرون الملائكة ويتحدثون معهم بناء على ذلك؟
تنزل البشرى على المحتضر، فتأتيه الملائكة وتجلس عنده كما قال الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) فصلت/30-32.
فتنزل الملائكة على المحتضر، وتجلس عنده، ويؤمنون على دعاء الحاضرين.
وهل فعلا المحتضر يشعر بأن أجله قد اقترب قبل أربعين يوما؟
وعلم الغيب لله والموت من علم الغيب لا يعلم وقته إلا هو سبحانه قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) } [لقمان: 34]
وما يكون من بعضهم أن يخبر بدنو أجله فهذا من باب الإحساس ليس إلا ولذلك لا يعلم متى يكون الموت إلا الله لكن ربما يوفق الإنسان لأعمال صالحة فيموت فيقول بعض الناس كأنه علم دنو أجله لكن الحقيقة فقط عند الله. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة