الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | من وسائل الدعوة الحديثة الفيس بوك

اليوم : الجمعة 24 شوَّال 1445 هـ – 03 مايو 2024م
ابحث في الموقع

من وسائل الدعوة الحديثة الفيس بوك

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فيقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]

ولا بد للمرء في سبيل تحقيق أهدافه، والوصول إلى غايته من استخدام الوسيلة التي تعينه على ذلك، فإن الله - عز وجل - قد ربط الأسباب بالمسببات، وأمر بالأخذ بالوسائل المؤدية إلى الغايات، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ (سورة المائدة آية: 35) والدعاة إلى الله أولى الناس بابتغاء الوسائل التي تقربهم إلى الله، وتصل بدعوتهم إلى الناس، تمشيًا مع سنن الله في الأرض، ووسائل الدعوة هي: ما يتوصل به الداعية إلى تطبيق مناهج الدعوة من أمور معنوية أو مادية.

والإعلام هو الذي يهتم بنشر القيم والأخلاقيات والسلوكيات التي تعمل على تغيير المجتمع وتأخذ بأيديهم إلى التقدم في كل مجالات الحياة.

والدعوة إلى الله فن لا بد من الاجتهاد فيه وقد وردت آيات كثيرة تدل على فضل الدعوة وبعض وسائلها كقول الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)} آل عمران

وكقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} المائدة

وتغيير الواقع للأمة نحو الأفضل ضرورة عصرية ولن يتأتى هذا التغيير إلاَّ بخطاب دعوي ينبثق من رؤية حضارية تواكب الواقع المعاش ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وغير ذلك من نواحي الحياة.

ولا بد من استراتيجية إعلامية إسلامية تواجه الهيمنة الإعلامية الغربية الهدف منها خلق رأي عام لمناصر الإسلام الأمر الذي يقضي بالعمل الدؤب في وضع الخطط وإعداد البرامج وتأهيل الكوادر الإعلامية

وهذا لا يقتصر على الوسائل التقليدية بل يتعداها إلى الوسائل التي كشفت عنها المدنية المعاصرة والتقنيات التكنولوجية

ومن الوسائل المهمة التي تعمل على نهضة الأمة الإعلام فهو المعبر عن روح الأمة وخصائصها وما تحتاجه في الحياة.

ولعل من خصائص إعلام النهضة للأمة المرونة والتطور: فهي مستمرة وقادرة على التطور، في المواجهة ووسائلها.

وهي قادرة على مواكبة الوقائع المتغيرة فهي مرونة مستمرة ثابتة في أصولها وذلك تبعًا لتطور عادات الناس وأعرافهم، وتقدم العلوم والفنون، فإن لكل عصر أساليبه ووسائله.

ولا بد للداعية أن يستخدم الوسيلة  المناسبة التي تعينه على الوصول إلى غايته، فإن الله تعالى قد ربط الأسباب بالمسببات.

 ومن الوسائل الدعوية الناجحة لوسائل الفنية وهي مكتسبة، كالإذاعة والتلفاز والشبكة العنكبوتية الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والواتس وغيرها.

- قام مجموعة من الناشطين بإطلاق مبادرة انشر القرآن على الفيس بوك، هل أنتم مع أم ضد هذه المبادرة وما هو رأيكم بها ؟

وما قام به هؤلاء الإخوة إذا كان مشروعا يهدف إلى هداية الآخرين ونشر الدعوة وتشجيع الناس على الفضيلة وحسن المعاملة ولم يكن هناك مخالفات شرعية فهذه المبادرة من الوسائل المشروعة ويؤجرون عليها أما إن كانت هذه المبادرة غير مشروعة بأن تخالف القواعد العامة للتشريع أو فيها بعض المخالفات الشرعية فتكون المبادرة محظورة.

- هل تعد هذه المبادرة نوع من أنواع الدعوة الي الله، ما هو رأيكم باستخدام الفيس بوك كوسيلة للدعوة إلي الله والتذكير بالقران  خاصة ان الفيس يُلهي الكثير من الشبان والشابات عن ذكر الله أثناء التصفح؟

ولا شك أن أي مبادرة فيها منافع للناس وتشجيع على فعل الفضيلة ولم تخالف قواعد الدين فهي من وسائل الدعوة المعاصرة وخاصة اليوم في ظل الثورة التكنلوجية وتقدم وسائل التواصل الاجتماعي وربما تكون هذه الوسائل اليوم أفضل من غيرها من الوسائل التقليدية فنجد واحدا يذكر بآية وآخر بحديث وثالث بحكمة وهكذا نجد كثيرا من المذكرات التي تنفع المتصفحين.

- ما هو أجر القائمين والمشاركين بهذه المبادرة ؟

ومما لا شك فيه أن الدال على الخير كفاعله والله يأجر الإنسان ويثيب على عمله خيرا إذا كانت النية صالحة قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) } [الكهف: 110]

وقال الله تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) } [الكهف: 30]

وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ». رواه أبو داود بسند صحيح.

والخلاصة أن الدعوة في سبيل الله لا بد لها من وسائل هذه الوسائل لا بد أن تتناسب والحياة التي يعيشها الدعاة في كل مجتمع من المجتمعات.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

           الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية