الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | مشروعية عمالة الأطفال

اليوم : الخميس 23 شوَّال 1445 هـ – 02 مايو 2024م
ابحث في الموقع

مشروعية عمالة الأطفال

ويقصد بذلك الأطفال الذين يعملون في فترة الاجازة الصيفية في أعمال شاقة ولا تتناسب مع عمرهم وتلحق بهم أضرار صحية وخُلقية كالانحرافات السلوكية.

الأسئلة:

هل يبيح الشرع عمل الأطفال في المهن الشاقة ؟

ماذا تقولون في حق الآباء الذين يجبرون أطفالهم على العمل بدلاً منهم رغم أنهم قادرين على ذلك؟

ما الضوابط الشرعية التي تحكم عمل الأطفال في حال إباحته؟

عمالة الأطفال تحرمهم من حقوق أخرى كالتعليم والتربية ما رأي الشرع في ذلك؟

ما المفاسد التي قد تترتب على عمالتهم؟

وبارك الله فيكم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فيقول الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } [التوبة: 105]

وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'من أمسى كالاً من عمل يده بات مغفورًا له'، رواه الطبرانى فى الأوسط بسند ضعيف

والأصل في مرحلة الطفولة أن تكون للعب واللهو المباح واكتساب المهارات، ولا بأس أن يسند إليهم بعض الأعمال التي تتناسب مع سنهم وقدرتهم الجسمية.

والطفل له حق الاستمتاع بطفولته، ولا ينبغي أن نحول طفولته إلى رجولة مبكرة، لأن هذا يؤثر عليه سلبا، ويحرمه من مرحلة مهمة من مراحل حياته.

وهناك أعمال من الممكن أن يؤديها الطفل، وهي الأعمال الطبيعية، كالعمل في الزراعة والرعي وغير ذلك من أعمال

وإذا كان الطفل مضطرا فله ان يعمل كأن كانت أسرة الطفل فقيرة، فليعمل في عمل يتناسب مع سنه، وقدرته.

أما العمل المنظم والشاق فلا يعمل فيه ولا يجوز أن نشغله، لأنه ضد فطرته.

وقد كان كثير من الأطفال في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعملون.

فإذا كان العمل مناسبًا للطفل، وكان الطفل يتحمل فليس هناك ما يمنع شرعًا من استعمال هذا الطفل وتشغيله

2. ولا يجوز للأب أن يجبر ولده أن يعمل عملا وهو قادر أن يعمل غير أن الكسل مخيم عليه وهو قادر فالطفل ما خلق للعمل بل للعب واكتساب الخبرات اللائقة به ولا نعجله طفولته وهذه المهمة أمانة في أعناق الكبار

3. أما الضوابط الشرعية لعمل الطفل فمنها:

أ. أن يكون العمل لائقا به.

ب. أن لا يخل بالأخلاق والآداب العامة للإسلام

ج. أن يكون ملائما لقدرة الطفل

د. أن لا يعطل على مهامه ومستلزماته إلى غير ذلك من ضوابط

4. وإذا تعارض عمل الطفل مع حقوقه فلا ينبغي له العمل لأن حقوقه مقدمة فلا قيمة لطفل يعمل فيحرم من العلم والتعلم وعليه فلا يجوز للأب أن يكره طفله على العمل لما يترتب عليه من مساويء

5. أما المفاسد التي تواجه عمل الطفل فكثيرة منها:

أ. حرمان الطفل كثيرا من حقوقه

ب. اصطدام العمل بفطرة الطفل

ج. العوامل النفسية ومردودها السلبي عليه وكذا القلق المسيطر والخوف المسيطر والاكتئاب وتجنب الناس وتغير في مزاج الطفل وسلوكه والاضطراب في النوم.

د. المشكلات الجسمانية

ه. المشكلات العقلية والتعليمية

و. المشكلات الاجتماعية.

وأخيرا على المجتمع أن يحد من هذه الظاهرة ويعمل على حلها ويؤمن حاجات الطفل وما يصلحه. والله أعلى وأعلم.

          الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية