الشيخ عبد الباري بن محمد خلة | مقالات | فضل إفشاء السلام

اليوم : الخميس 23 شوَّال 1445 هـ – 02 مايو 2024م
ابحث في الموقع

فضل إفشاء السلام

نلاحظ أن العديد من الأشخاص استبدلوا كلمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بـ ( ألو أو مرحبا أو أسعدتم صباحاً والخ..) ، ونريد أن نبين لهم فضل إفشاء السلام وأهميته وما يعود على المسلم منه ؟

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فيقول الله تعالى :{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [النور: 61].

وإفشاء السلام مفتاح القلوب، فإذا أردت أن تفتح قلبا فابدأ بالسلام وإذا أردت محبة الناس  فسلم عليهم إذا لقيتهم، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاثٌ يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه.

وكانت العرب في الجاهلية تقول: أنعم صباحا ، وأنعموا صباحا، ومعناها طبتم عيشا وحياة.

وكان الفرس يقولون: 'هزا رساله ميمايي' أي تعيش ألف سنة.

ولكل أمة تحيتهم فاختار الله لنا هذه التحية: 'السلام عليكم ورحمة الله وبركاته' لما لها من معان ودلالات فمعنى السلام الدعاء بالسلامة من الشرور.

ولأنّ فيها من الطمأنينة ما فيها فهي تؤمن الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم.

ولأن هذه التحية هدية الله لآدم وذريته فعن أبي أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :«خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ» [متفق عليه].

وتحية السلام عليكم هي تحية تحية الملائكة للمؤمنين في الجنة، قال الله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد/24، وقال الله تعالى: { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73].

وحق المسلم على المسلم إذا لقيه أخوه أن يسلم عليه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ » رواه مسلم.

والسلام اسم من أسماء الله الحسنى فالله يحبه وأمر الناس أن يفشوا السلام فعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في في الأرض فأفشوا السلام بينكم. رواه البخاري: الأدب المفرد بسند حسن.

فلمن يسلم على أخيه المسلم بتحية الإسلام أجر عظيم فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « عَشْرٌ ». ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ فَقَالَ « عِشْرُونَ ». ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ فَقَالَ « ثَلاَثُونَ ». رواه أبو داود بسند صحيح.

فتحية الإسلام السلام فلا يجوز للمسلم أن يترك الواجب ويتبع العادات سواء الغربية أم غيرها.

والمسلم يؤجر على تحية الإسلام أما على غيرها فلا يؤجر فكثير من الناس يقولون صباح الخير ومساؤه وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم لذا لا بد للمسلم أن يتمييز عن غيره فيقول السلام عليكم ليدخل الأمن والأمان والسرور على المسلمين. والله أعلى وأعلم.

         الشيخ عبد الباري بن محمد خلة

 

 

الأكثر مشاهدة


لقمة الزقوم والقلاش ذوق الطعام من البضاعة قبل الشراء

الورع

الغفلة

الاشتراك في القائمة البريدية