الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد،
فالاعتكاف سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن شروطه المسجدية، فلا يكون الاعتكاف الشرعي إلا في المساجد، قال الله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187].
ويجوز الاعتكاف اللغوي (من الناحية اللغوية) في البيوت، ويأخذ أجر النية، ويكون بقيام الليل، فيؤدي جميع العبادات التي تؤدى في المساجد من صلاة وقراءة قرآن وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحيي المسلم ليلة القدر في بيته، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ]. رواه البخاري.
فمن قام رمضان في المسجد أو في البيت غفر له.
ولا شك أن العبادة في المسجد أفضل من العبادة في البيت؛ لشرف المكان وذلك في الحالات العادية.
أما في الحالات الاستثنائية وخاصة مع وجود الوباء وفي ظل إغلاق المساجد فنقدم النية على الفعل فمن كان قاصدًا الاعتكاف لكنه منع بسبب الوباء فيأخذ أجر الاعتكاف كاملًا.
وهكذا فعلى المسلم أن يحرص على العبادة في بيته فيجمع أبناءه ويعلمهم أحكام العبادة، ويصلي بهم ويشجعهم، وبذلك يأخذ الجميع أجر الاعتكاف في المساجد. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة