الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ قُلْتُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ} [رواه مسلم].
وعَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِى حَثْمَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: {إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى سُتْرَةٍ فَلْيَدْنُ مِنْهَا لاَ يَقْطَعُ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلاَتَهُ}. [رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي بسند صحيح].
واختلف الفقهاء في حكم السترة للمصلي فالجمهور على أنها سنة وقال بعض الفقهاء بوجوبها، ومن السنة أن تكون السترة مرتفعة قليلاً، ويمكن أن نعد نهاية المصلية سترة، وكذا نهاية الحاجز ما بين الصفين في المسجد سترة.
وقال فريق من الفقهاء إن مرور المرأة والحمار والكلب الأسود بين يدي المصلي يبطل الصلاة وهذا غير دقيق والصواب أن مرور هذه الأشياء لا يبطل الصلاة وإنما المقصود بقطع الصلاة قطع الخشوع.
فإذا مرت المرأة من بين يدي المصلي قبل السترة كره ذلك أما إن مرت من بعد السترة فلا كراهية في ذلك.
والمرأة الصغيرة والكبيرة والفتاة والمحرم وغير المحرم سواء فيكره المرور من بين يدي المصلي. والله أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الباري بن محمد خلة